عبر عدد من المواطنين بمدينة الخميسات عن سخطهم من الوضعية "المزرية" التي يعانيها سوق السمك، نتيجة ما أسموه "الإهمال"، الذي يطاله منذ أزيد من أربعة عقود، موضحين في تصريحات متفرقة ل"الصحراء المغربية" أن إصلاح هذا المرفق الحيوي بات ضروريا، خصوصا أنه السوق الوحيد لبيع السمك بمدينة الخميسات. وقال مواطن يقطن بالقرب من سوق السمك المذكور إن هذا الأخير "لم يعد صالحا للممارسة الأنشطة التجارية في ظروف صحية سليمة، لأن البناية قديمة وتعلوها التصدعات، كما أن فضاءها الداخلي تؤثثه التشققات، ما يتسبب في الروائح الكريهة والتلوث". وأوضح الفاعل الجمعوي عبد النبي أمزيل أن سوق السمك والخضر بالخميسات من أهم المرافق التجارية التي أحدثت خلال السبعينيات من القرن الماضي لاحتواء باعة السمك وممارسة أنشطتهم في ظروف جيدة، وكانت مدينة الخميسات محظوظة بهذه البناية التي صممت بطريقة جميلة جدا، وفق معايير محددة، وكان هذا السوق يضرب به المثل على المستوى الوطني باعتباره مشروعا ناجحا، لكن في السنوات الأخيرة وجراء الإهمال، تحول إلى نقطة سوداء تثير غضب الساكنة والمارة، جراء الروائح الكريهة وقلة النظافة. كما أن استغلال جنباته من قبل أصحاب الكوتشيات، زاد من التلوث بسبب روث البهائم ومطروحاتهم البيولوجية، بحسب أمزيل، الذي شدد على وجوب تهيئة هذه البناية وإصلاحها لتستعيد بريقها، خاصة أن عدد سكان المدينة في تزايد. وقال كريم العلوي رئيس جمعية سوق الأسماك بالخميسات، في تصريح ل"الصحراء المغربية" إن سوق السمك والخضر بهذه المدينة يعد أحد أهم المرافق التجارية التي توفر فرص شغل للعشرات من التجار، كما أن موقعه الجغرافي بوسط المدينة على الشارع الرئيسي محمد الخامس يمنحه قيمة مضافة، إذ تتوافد عليه أعدادا كبيرة من المواطنين والمواطنات من أجل التبضع. ويحتضن السوق أزيد من 85 دكانا تعرض فيها بضائع مختلفة من خضر وفواكه وأسماك، وكذا اللحوم الحمراء والدجاج. كما توجد به أيضا مطاعم تقدم وجبات مختلفة ومحلات البقالة. وأضاف العلوي أن الجمعية الممثلة لتجار سوق السمك عقدت على امتداد السنوات الأربعة الأخيرة عدة اجتماعات مع السلطات المحلية وممثلي المجلس الجماعي من أجل إيجاد حل لمشكلة إصلاح بناية السوق، وجعلها في مستوى تطلعات السكان، وتمكينهم من التبضع في ظروف صحية سليمة إسوة بباقي المدن، على اعتبار أن سوق السمك بالخميسات يعاني من هشاشة البنية التحية وقلة النظافة، وأرضيته باتت مهترئة، وباحته تتخللها تشققات تتسرب إليها المياه تنبعث منها روائح كريهة، الشيء الذي يتسبب في عزوف المواطنين عن الولوج إليه. وأردف العلوي أن سوق السمك بالخميسات سبق أن حظي بزيارة تفقدية لعامل الإقليم، منصور قرطاج، رفقة الكاتب العام وبعض رجال السلطة والمنتخبين سنة 2018، حيث عاينوا بأم أعينهم ما يعانيه السوق من هشاشة في بنيته تحتية وقلة النظافة، وإثر ذلك تقرر إصلاح هذا المرفق الحيوي وأدرجت النقطة المتعلقة به في دورات المجلسين الجماعي والإقليمي وتمت المصادقة عليها، وجرى تخصيص مبلغ 240 مليون سنتيم لإصلاح البناية وتأهيلها، إلا أنه لا شيء تحقق من كل تلك الوعود والمقررات، التي بقيت حبرا على ورق، في ظل عدم وفاء الأطراف المعنية بالتزاماتهم. وأوضح العلوي في الأخير أن هذا المرفق يستحق العناية والاهتمام أكثر، لأنه الوحيد بالمدينة ومصدر عيش أزيد من 500 أسرة بالخميسات.