أفادت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة أن المشاركة في النسخة الثانية من جوائز للاحسناء للساحل المستدام شهدت ارتفاعا ملحوظا جدا، حيث تم تقديم 109 ملفات. وأوضحت المؤسسة، في بلاغ لها، بمناسبة ترؤس صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أول أمس الاثنين، بالصخيرات، حفل تسليم جوائز للاحسناء للساحل المستدام في دورتها الثانية 2016، أن هذا الاهتمام الكبير يعكس انخرطا حقيقيا في حماية البيئة من طرف كافة العموم الذين من أجلهم تقوم المؤسسة بالعمل التحسيسي والتربوي منذ نشأتها سنة 2001. وأبرز البلاغ أن لجنة التحكيم المكونة من شخصيات وفاعلين مستقلين منخرطين في حماية الساحل، منحت ما لا يقل عن 18 جائزة للفئات الخمس المعنية بالجوائز والمتمثلة في "برنامج شواطئ نظيفة" و"التقاسم وإطار العيش" و"حماية وتثمين التراث الطبيعي" و"التربية والشباب" و"المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمنظمات". وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الجوائز، التي تنظم كل سنتين، تكافئ الأعمال المميزة المنجزة لفائدة الساحل، ضمن خمس فئات مفتوحة أمام جميع الفاعلين الذين ينخرطون في الحماية والحفاظ والمعرفة والتحسيس بالساحل، بما في ذلك جمعيات المجتمع المدني والجماعات الساحلية والمقاولات الخاصة أو العمومية والإدارات والطلبة والأساتذة الباحثين. وتهدف جوائز للاحسناء "الساحل المستدام"، حسب البلاغ، إلى خلق دينامية لحماية الساحل الوطني وتثمين والترويج إعلاميا للمشاريع المبتكرة لفائدة الساحل والتحفيز على الانخراط في حماية الساحل، وتقوم على انخراط صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، بصفتها سفيرة للساحل، وهو اللقب الذي منح لسموها سنة 2007 من طرف برنامج الأممالمتحدة للبيئة، وكذا على الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة المعتمد من طرف المغرب. وتكافئ جائزة "برنامج شواطئ نظيفة" أي مبادرة لفائدة شاطئ أو أكثر في مجال التدبير والتهيئة والحماية والتربية والتكوين، أما جائزة "التقاسم وإطار العيش"، فتكافئ مبادرات تثمين الفضاءات العمومية والطبيعية بالوسطين الحضري وشبه الحضري المنتمين للساحل المغربي. وبخصوص جائزة "حماية وتثمين التراث الطبيعي"، فهي تكافئ أهم الإنجازات التي تعمل على تطوير المعرفة المتعلقة بالساحل والحفاظ على تنوعه البيولوجي وأنظمته الإيكولوجية الهشة وأيضا مبادرات التحكم في المخاطر التي تهدد سلامة وأمن المناطق الساحلية المغربية، والتي تهم الجامعات ومراكز البحث والجماعات والمقاولات والهيئات العمومية والخاصة والجمعيات. وتكافئ جائزة "التربية والشباب" أفضل الأعمال والمشاريع والدراسات والأبحاث أو برامج التربية على البيئة المنجزة من طرف المدارس والثانويات والمؤسسات الجامعية ومراكز البحث والهيئات العمومية والخاصة أو وسائل الإعلام، في حين جائزة "المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمنظمات" لمبادرات الفاعلين الاقتصاديين الذين اختاروا إدماج منهجية بيئية واجتماعية واقتصادية لها تأثير إيجابي على الساحل المغربي. ويظهر الفائزون تنوع المجتمع المغربي الذي يهتم بشكل متزايد بالقضايا البيئية وينخرط في أعمال ملموسة وفعالة. وفي لمحة تاريخية عن التطور من جوائز للاحسناء "شواطئ نظيفة" إلى "جوائز للاحسناء للساحل المستدام"، أوضح البلاغ أنه بعد الدراسة والتفكير بخصوص جوائز "شواطئ نظيفة"، اتضح أنه من الضروري منحها توجها جديدا، أكثر شمولية، يأخذ بعين الاعتبار الأهداف الموسعة للمؤسسة من أجل التنمية المستدامة للساحل. بذلك، أصبح اسم "جوائز للا حسناء للساحل المستدام" يحمل في طياته هذه التوجهات الجديدة للمؤسسة. وأضاف أن جائزة للاحسناء "الشاطئ العمومي الأجمل والأنظف في المغرب" أحدثت في سنة 1999، منذ بداية البرنامج، مشيرا إلى أنها شهدت أول تطور سنة 2003 لكي تستعد إلى مجيئ علامة "اللواء الأزرق" المنشأة من طرف مؤسسة التربية على البيئة، والتي أدخلتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة إلى المغرب، وبذلك أضيف إلى معايير تقييم الجائزة تلك الخاصة بهذه العالمة. وبعد مرور ثلاث سنوات، أي في سنة 2006، عرفت جوائز للاحسناء، حسب البلاغ، تطورا من جديد، بحيث أصبحت تتوج مبادرة محددة أو شخصية أو شركة منخرطة بشكل خاص وليس شاطئا من أجل نظافته طبقا لعلامة اللواء الأزرق. وعلى إثر ذلك، تم إحداث ثالث فئات من الجوائز ويتعلق الأمر بجائزة الانخراط وجائزة المبادرة وجائزة الابتكار. ومكنت جوائز للا حسناء شواطئ نظيفة بكل تأكيد من إرساء دينامية جديدة تتعلق بنظافة وتهيئة الشواطئ، مضيفا أنه لكون المؤسسة وسعت عملها ليشمل الساحل، بات من الضروري التكيف مع الوضع الجديد لمكافأة، ليس الشواطئ بمفهومها الضيق بل المشاريع أو المبادرات التي تهم الواجهات الساحلية. ومكن هذا التطور أيضا، مرة أخرى، من إعطاء التربية على البيئة، التي تشكل محور عمل المؤسسة، مكانة في هذه الجوائز لجعلها منفتحة على الصعيد الدولي.