وخلال هذا الحفل، سلمت صاحبة السمو الملكي جوائز للاحسناء "الساحل المستدام" للفائزين بهذه النسخة الثانية، والتي تكافئ الأعمال المميزة المنجزة لفائدة الساحل ضمن خمس فئات مفتوحة أمام جميع الفاعلين، الذين ينخرطون في الحماية والحفاظ والمعرفة والتحسيس بالساحل، بما في ذلك جمعيات المجتمع المدني والجماعات الساحلية والمقاولات الخاصة أو العمومية والإدارات والطلبة والأساتذة الباحثين . وتهدف جوائز للاحسناء "الساحل المستدام" إلى خلق دينامية لحماية الساحل الوطني وتثمين والترويج إعلاميا للمشاريع المبتكرة لفائدة الساحل والتحفيز على الانخراط في حماية الساحل، وتقوم على انخراط صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، بصفتها سفيرة للساحل، وهو اللقب الذي منح لسموها سنة 2007 من طرف برنامج الأممالمتحدة للبيئة، وكذا على الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة المعتمد من طرف المغرب. وتنقسم هذه الجوائز، التي تنظم كل سنتين، إلى خمس فئات تتمثل في "برنامج شواطئ نظيفة"، و"التقاسم وإطار العيش" و"حماية وتثمين التراث الطبيعي" و"التربية والشباب" و"المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمنظمات". وقد عادت جائزة "برنامج شواطئ نظيفة"، التي تكافئ أي مبادرة لفائدة شاطئ أو أكثر في مجال التدبير والتهيئة والحماية والتربية والتكوين، لكل من النادي التضامني لركوب الأمواج عن (مبادرة شواطئ نظيفة)، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (فرع الماء) عن (مبادرة دعم البنيات والأنشطة التحسيسية والتنشيطية بشاطئ بوزنيقة)، وإسمنت المغرب بشأن (مبادرة لولبيات آسفي 2016)، وشركة تنمية السعيدية عن (مبادرة مكافحة زحف الرمال بمواقف السيارات في الشاطئ وأحواض المحطة السياحية بالسعيدية بواسطة تقنيات مرنة وأدوات طبيعية)، و" أ بي إم تيرمنال طنجة" عن (مبادرة شواطئ نظيفة). أما جائزة "التقاسم وإطار العيش"، التي تكافئ مبادرات تثمين الفضاءات العمومية والطبيعية بالوسطين الحضري وشبه الحضري المنتمين للساحل المغربي، فحصلت عليها كل من الجماعة الترابية اثنين أغلو (مبادرة إعادة تأهيل وتهيئة شاطئ سيدي موسى بأغلو عقب فيضانات 28 نونبر 2014 )، وجمعيات "الجبل للثقافة والتأطير بجماعة المضيق" و"حي المرجة للتنمية والتعاون بجماعة الفنيدق" و"شباب حي شبار بجماعة مارتيل" (مبادرة مدينتي أجمل)، و"جمعية أبطال المدينة للصيد الرياضي تحت الماء وحماية البيئة" عن (مبادرة حماية البيئة البحرية بالمغرب). وبخصوص جائزة "حماية وتثمين التراث الطبيعي"، التي تكافئ أهم الإنجازات التي تعمل على تطوير المعرفة المتعلقة بالساحل والحفاظ على تنوعه البيولوجي وأنظمته الإيكولوجية الهشة وأيضا مبادرات التحكم في المخاطر التي تهدد سلامة وأمن المناطق الساحلية المغربية، والتي تهم الجامعات ومراكز البحث والجماعات والمقاولات والهيئات العمومية والخاصة والجمعيات، فقد عادت لكل من "الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي" وكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير عن مبادرة ( إشراك السكان في حماية وتثمين الساحل بأكادير الكبرى) . وحصل على جائزة "التربية والشباب"، التي تكافئ أفضل الأعمال والمشاريع والدراسات والأبحاث أو برامج التربية على البيئة المنجزة من طرف المدارس والثانويات والمؤسسات الجامعية ومراكز البحث والهيئات العمومية والخاصة أو وسائل الإعلام، كل من جامعة محمد الأول (مبادرة التدبير المندمج لحماية الساحل بملوية/ السعيدية)، والمكتب الشريف للفوسفاط وجمعية أساتذة علوم الحياة والأرض- فرع آسفي (مبادرة تحسيس وتربية الشباب على التغيرات المناخية )، وجمعية كوكب الأرض (مبادرة أرخبيل أطفال منتدى البحر)، ومجموعة مدارس "الحوزية" وجمعية كفاح من أجل بيئة مستدامة (مبادرة بحاري كنوزي)، والمعهد العالي للدراسات العليا في مجال التنمية المستدامة (مبادرة مسابقة الجائزة "نقطة ذهب"). وكانت جائزة "المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمنظمات"، التي تخصص لمبادرات الفاعلين الاقتصاديين الذين اختاروا إدماج منهجية بيئية واجتماعية واقتصادية لها تأثير إيجابي على الساحل المغربي، من نصيب شبكة جمعية خنيفيس (مبادرة سياحة إيكولوجية ببحيرة المنتزه الوطني خنيفيس)، وشركة التأمين أطلنطا وجمعية بحري (مبادرة حمري جامع النفايات)، ومجموعة القرض الفلاحي بالمغرب (مبادرة معالجة المياه العادمة بالشواطئ عبر وضع حفر الصرف الصحي)، وجمعية الشعلة للتربية والثقافة (فرع الصويرة) والوكالة الوطنية للموانئ (مشروع أكياس وإجراءات بديلة من أجل ساحل مستدام). وفي كلمة بالمناسبة، قال الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، الحسين التجاني، إن جوائز للاحسناء للساحل المستدام شهدت في دورتها الثانية نقلة كمية ونوعية، حيث انتقل عدد المشاركين من 55 في دورة 2014 إلى 109 هذه السنة، وكذا مشاركة العديد من الباحثين الجامعيين . وأضاف أنه أمام هذا الرصيد المهم والمشجع المعترف به وطنيا ودوليا، ارتأت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء فتح ورش جديد أعلنت عنه سموها خلال مؤتمر المناخ (كوب22) بمراكش ضمن تظاهرة متعلقة بالبحار والمحيطات . ويتعلق الأمر، حسب التجاني، بحماية التنوع البيولوجي البحري والساحلي من خلال إنشاء وتنمية المحميات البحرية، خاصة في البحر الأبيض المتوسط . وأبرز التجاني أن سنة 2014 كانت محطة مفصلية في مسار برنامج شواطئ نظيفة، حيث تم الانتقال من نظافة الشواطئ وجودتها إلى مفهوم الساحل المستدام، مضيفا أن هذه النقلة النوعية جعلت البرنامج أكثر شمولية وتناغما مع الاستراتيجيات الوطنية المرتبطة بالساحل والتنمية المستدامة، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما سجل أن برنامج "شواطئ نظيفة"، الذي أعطت انطلاقته صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء سنة 1999، من مدينة الجديدة، خطا خطوات مهمة مكنته من تحقيق الأهداف التي سطرها ومن تجسيد الاستراتيجية التي أرادتها سموها، مشيرا إلى أنه بعد مرور أكثر من 17 سنة، أصبح للبرنامج رصيد مهم من الإنجازات، حيث شمل 89 شاطئا تحت المراقبة المستمرة حسب المعايير المعتمدة، منها 22 شاطئا حصل على اللواء الأزرق سنة 2016 . وأشار في هذا الصدد، إلى أنه في إطار التطور المستمر الذي يشهده هذا البرنامج، فقد أعطت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سنة 2016 انطلاق ورش مهم يتعلق بتدبير الموانئ الترفيهية . وكان قد تقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، لدى وصولها إلى مكان الحفل، حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، و عبد الوافي لفتيت والي جهة الرباط- سلا- القنيطرة عامل عمالة الرباط، وعبد الصمد سكال، رئيس مجلس جهة الرباط- سلا- القنيطرة، ويونس القاسمي، عامل عمالة الصخيراتتمارة، وزهير زمزمي، رئيس مجلس عمالة الصخيراتتمارة، ومولاي أحمد الفقيهي رئيس المجلس البلدي للصخيرات، وفيصل مكوار، نائب رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب .