وناقش اليوم الدراسي عطالة الأشخاص المعاقين، داعيا الجهات المسؤولية للتدخل لتوفير حلول عملية وآنية لقضية تشغيل ذوي القدرات الخاصة، والتكفل الاقتصادي والاجتماعي بالأشخاص ذوي القدرات الخاصة. وكشفت أشغال اللقاء أن عدد العاطلين عن الشغل في صفوف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، يصل إلى مرات أكثر من نسبة العاطلين بالمغرب، البالغة 10 في المائة، إذ تفوق نسبة بطالة المعاقين 60 في المائة، وأن 86.4 في المائة من المعاقين في سن العمل لا يقومون بأي عمل مدر للدخل. وسجلت المداخلات أن ضعف تمدرس ذوي الاحتياجات الخاصة يساهم في عدم ولوج هذه الفئة إلى سوق الشغل وتأهيلهم للتشغيل الذاتي، استنادا إلى أن عدد المتمدرسين من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا يصل إلى 40 في المائة، بينما يتطلب التشغيل الذاتي من قبل المعاق مرونة ومواكبة جادة. ودعا التحالف لمناصرة حقوق ومواطنة الأشخاص في وضعية إعاقة بجهة الدارالبيضاء-سطات، منتخبي الجهة وممثلي الأمة والحكومة إلى تفعيل حق الأشخاص ذوي الاحتياجات في الشغل، باعتباره حقا دستوريا. وتحدث رشيد الصباحي، إعلامي، من ذوي القدرات الخاصة على مستوى البصر، عن وجود حاجة ماسة وملحة لفتح حوار جاد يجمع جميع الأطراف للمساهمة في تطوير الدينامية الاجتماعية والاقتصادية، وأن تكون هذه القضية في صلب اهتمامات الدولة وضمن أولوياتها لتخفيف معاناة هذه الفئة، التي تشكل أزيد من مليوني شخص ضمن سكان المغرب، وفقا لآخر دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط. ومن بين معيقات ولوج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى سوق الشغل، التي رصدها عدد من المداخلات، صعوبات تمدرس وتربية هذه الفئة، وعدم الثقة في الشخص المعاق، واستمرار النظرة الدونية إليه أثناء البحث عن العمل واعتباره عبئا وتكلفة بالنسبة إلى المؤسسة المشغلة. وقدمت شهادات لأشخاص في وضعية إعاقة، ذهنية وحركية وحسية، إذ أثبت فريق موسيقي كفاءة فنية عالية ومهارة كبيرة في الضرب على آلات موسيقية، في تناغم بين أعضاء الفرقة، بما يراعي الحروف الموسيقية وتناغمها، رغم إعاقتهم السمعية، ما أثار إعجاب الحاضرين والمشاركين الذين صفقوا ووقفوا إكراما لهذه المهارات. كما كشف شاب معاق حركيا قدرته الكبيرة في إثبات كفاءته في العمل في مجال المحاسبة وتطور مساره المهني ليصبح مسؤولا في شركته، بفعل المواكبة والمصاحبة والتكوين، والأمر نفسه بالنسبة إلى شهادات لذوي إعاقات ذهنية، تمكنوا من ولوج سوق الشغل والنجاح في أداء مهمتهم بدقة ومهارة، تحظى بإعجاب مشغليهم. وأبانت هذه التجارب أن تشغيل هذه الفئة يضمن مكسبا وفائدة للمشغلين وتحقيق نتائج إنتاجية مهمة، موازاة مع مثابرة الشخص في وضعية إعاقة، كلما روعيت ثلاثة أبعاد في الإدماج السلس في سوق الشغل، مبنية على مرافقة الأشخاص المشغلين والشخص في وضعية إعاقة والمحيط.