كشف عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عن معلومات جديدة تتعلق بالخلية الإرهابية، التي تم تفكيكها صبيحة أول أمس الاثنين، والتي تتشكل من عشر فتيات أغلبهن قاصرات، منهن من كن سيقمن بتفجير أنفسهن بحزام ناسف يوم السابع من أكتوبر تزامنا مع الانتخابات التشريعية. وأعرب الخيام، في ندوة صحفية عقدها أمس الثلاثاء بسلا، عن حسرته لاستغلال الجماعات الإرهابية لقاصرات لاستهداف أمن المغرب، معلنا عن دخول الجماعات الإرهابية في استراتيجية جديدة تستعمل فيها الفتيات القاصرات بعدد من المدن، وقال إن "الخلية التي تم تفكيكها هي خلية نوعية رغم أنها تبدو خلية إرهابية سهلة، لكنها ليست سهلة ولذلك التقينا الصحافة"، إذ تضم فتيات أغلبهن قاصرات منهن من لم يتجاوز سنها 16 سنة فقط ". وأضاف أن "الخطورة تكمن في أن الموقوفات يعترفن الآن في الأبحاث معهن بما كن سيقمن به، ويشعرن بالفخر للانتماء للخلايا الإرهابية، ومنهن من قالت إنها ستدخل إلى السجن وبعد الإفراج عنها ستقوم بالعمليات نفسها، التي كانت تنوي القيام بها". وأبلغ الخيام مختلف وسائل الإعلام، عن شعور الأجهزة الأمنية بالحسرة من وجود خلايا نسائية، قبل أن يستدرك ويقول "نحن نعمل عملنا لحماية البلد من الإرهاب". وأضاف "لنا كامل الجاهزية لمواجهة الإرهاب بجميع طرقه وآلياته". ودق ناقوس الخطر للمجتمع المغربي من جسامة مرور الإرهابيين إلى استعمال النساء، داعيا آباء وأولياء الأطفال والشباب إلى مراقبة أطفالهم لحمايتهم من السقوط في مستنقع الجماعات التكفيرية الإرهابية، التي تستغل منتديات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنيت لاصطيادهم. وأوضح الخيام أن الفتيات الإرهابيات وجدن حاضنة للإرهاب في المغرب، وأن الأكثرية منهن لهن بيئة ملائمة للإرهاب، ولهن أقارب ينشطون في جماعات إسلامية، وهو ما سهل على الجماعات الإرهابية اصطيادهن واستغلالهن بغسل أدمغتهن وجرهن إلى تنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وقال إن "الإرهابيين أرادوا أن يستنبتوا في المغرب فيروسات جديدة من النساء يحملن مشاريع تخريبية، ومنهن من جربت عمليات التفجير". ونبه الخيام من الخطر المقلق بالنسبة للمجتمع المغربي، مشيرا إلى أن غياب دور الأسرة والمجتمع المدني في التربية هو الذي سهل عملية استقطاب الجماعات الإرهابية للفتيات. وأبدى الخيام استغرابه لقول إحدى الموقوفات على ذمة التحقيق بأنها تزوجت قياديا في "داعش" عن طريق الإنترنيت، إذ أخبرها أنه أشهر زواجه بها لدى المدعو أبو بكر البغدادي. ولم يترك الخيام علامات استفهام عالقة بخصوص تزامن تفكيك الخلية مع موعد الانتخابات التشريعية، وقال إن "السؤال لماذا تم تفكيك الخلية في هذا الوقت، نقول إن منهن من شرعت في تنفيذ العملية الإرهابية التي كانت مكلفة بتنفيذها يوم سابع أكتوبر، وهو اليوم الذي سيشهد فيه المغرب تنظيم الانتخابات التشريعية، لزعزعة استقرار المغرب"، مبرزا أن تلك العمليات التخريبية كانت ستستهدف مؤسسات دستورية وسياسية. وأضاف أن "التحقيق يأخذ مجراه لمعرفة من وراء تلك العمليات وكافة المخططات التخريبية التي كن سيقمن بها"، دون أن يستبعد وجود إناث أخر يستدرجن للإرهاب عبر الإنترنيت. وأعلن الخيام أن المكتب المركزي سيتدخل ضد أي أحد يروج لخطاب تحريضي.