وحسب مصادر أمنية متطابقة، فإن الدركي كان يعمل بسرية الدرك بإقليم ابن سليمان، وعثر على جثته بعد ظهر أول أمس الخميس مضرجة في دمائها بزيه الرسمي، ما استنفر عناصر الدرك الملكي، والسلطات المحلية بالمنطقة، التي انتقلت إلى مسرح الجريمة، وباشرت تحقيقات معمقة لفك ملابسات القضية التي هزت المنطقة. وذكرت المصادر ذاتها أن التحريات الأولية قادت إلى التعرف بسرعة على هوية مرتكب الجريمة، وتبين، حسب أحد الشهود، أنه صيدلاني يملك صيدلية بإقليم أزيلال، ويتحدر من منطقة ابن سليمان، وأنه آخر من رافق الضحية بعد إنهاء عمله، وتسليم سلاحه الوظيفي بسرية الدرك. كما أكد فحص المكالمات الأخيرة الواردة على هاتف الضحية أن المتهم كان آخر من ربط الاتصال به. وأفادت المصادر ذاتها أن الصيدلاني اصطحب معه الدركي على متن سيارته، وتوجه به نحو غابة ابن سليمان، وتوقف وسط الغابة، ودار بينهما حديث لا يعرف فحواه، قبل أن يصفيه. وأعلنت المصادر نفسها أن المعاينة بمسرح الجريمة كشفت أن الضحية كان يمسك بيده غليون "سبسي" يستعمل في تدخين "الكيف"، وصرة فيها كمية من "الكيف"، ما يوحي أنهما كانا يدخنان هذه المادة، قبل أن يباغته المتهم بطعنة شلت حركته، ويردفها بطعنات أخرى، ليكمل تنفيذ مخططه، ويغادر مسرح الجريمة في اتجاه منزل عائلته، بمنطقة كاليفورنيا بالدارالبيضاء. وأضافت المصادر ذاتها أن المتهم شرع، فور وصوله إلى منزل عائلته، في الصراخ بشكل هيستيري بأنه صفى الدركي، وبدأ يصدر حركات عدوانية تجاه أفراد عائلته، قبل اعتقاله من قبل عناصر الأمن بمنطقة عين الشق. وتشير المعطيات الأولية إلى أن الصيدلاني ربما يعاني اضطرابات نفسية ويتابع علاجا، وهو المعطى الذي لم يتسن لنا التأكد منه، إلى حين انتهاء التحقيق. وكشفت مصادرنا أن الضحية برتبة مساعد، متزوج وأب لثلاث فتيات، مبرزة أن المتهم اعترف خلال التحقيق الأولي معه بارتكابه الجريمة. وسلمت عناصر الأمن بالبيضاء المتهم إلى عناصر الدرك الملكي بسرية ابن سليمان صباح أمس الجمعة، من أجل التحقيق معه لمعرفة دوافع تنفيذ الجريمة، قبل إحالته على القضاء.