وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن جليل (26 سنة) رافق إلى سوريا، في سنة 2013، شكيب عكروه، الذي فجر نفسه أثناء اقتحام الشرطة للشقة التي تحصن فيها المتورطون باعتداءات باريس في سان دوني بضواحي العاصمة الفرنسية. وأكدت مصادر مختلفة أن المعني بالأمر عاد، في ماي 2013، إلى بلجيكا، قبل أن يحزم حقائبه ويتوجه، في يونيو من السنة نفسها، إلى المغرب للاختباء، بعد أن أصدرت السلطات القضائية البلجيكية مذكرة اعتقال دولية في حقه، لاتهامه بالمشاركة في أنشطة إرهابية، قامت بها المجموعة التي ينتمي إلها العقل المدبر لاعتداءات فرنسا، عبد الحميد أباعوض. وأوضحت المصادر نفسها أن المتهم أدانه القضاء في بروكسيل غيابيا، في صيف 2015، بالسجن 5 سنوات، بعد تأكيد التهم الموجهة إليه. وكان بلاغ وزارة الداخلية، عمم أول أمس الاثنين، على وسائل الإعلام، أكد أن جليل انضم، بعد دخوله في يناير 2013 إلى سوريا، في بادئ الأمر، إلى "جبهة النصرة"، قبل أن يلتحق بتنظيم "داعش"، حيث استفاد من تداريب عسكرية في استعمال مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات، ليجري تجنيده في ما بعد بإحدى جبهات القتال. وأوضح المصدر نفسه أن المشتبه به وطد علاقاته إبان وجوده بالساحة السورية مع قادة ميدانيين في صفوف "داعش"، بينهم عبد الحميد أباعوض. وأشار البلاغ إلى أن جليل غادر هذه البؤرة المتوترة باتجاه تركيا ثم ألمانياوبلجيكا، قبل أن يقرر الدخول إلى المملكة، انطلاقا من هولندا، مبرزا أنه سيقدم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكانت مديرية الشرطة القضائية بالأمن الوطني عممت، أخيرا، على مختلف مصالحها الخارجية، مذكرة بحث واعتقال في حق كل من محمد أبريني وصلاح عبد السلام، المشتبه في مشاركتهما ضمن اعتداءات باريس الإرهابية. وعبد السلام، حسب المعطيات المتوفرة، هو المطلوب رقم 1 في اعتداءات باريس، ويأتي في المرتبة الثانية أبريني، البالغ من العمر 30 سنة. واشتبه في محمد أبريني بعد ظهوره برفقة صلاح عبد السلام، يوم 11 نونبر الماضي، أي يومين قبل أحداث باريس، في تسجيلات كاميرا المراقبة في إقليم "لويز" شمالي باريس. والرجلان، اللذان ظهرا معا في التسجيل في الساعة السابعة مساء، كانا يأخذان قسطا من الراحة في تلك المحطة، حيث كان أبريني يجلس في جهة المقود، داخل سيارة "رونو كليو" سوداء، التي عثر عليها في الدائرة الثامنة في باريس من بين ثلاث سيارات استخدمت في اعتداءات باريس. وليلة الأحداث الإرهابية، أيضا، شوهد أبريني رفقة صلاح مجددا في الساعة الثالثة صباحا في بروكسيل، حسب إفادة المحققين، لكن اختفت آثار أبريني في بلجيكا.