ويتعلق الأمر، حسب ما كشفه بلاغ لوزارة الداخلية، ب(ج.ع)، الذي أعلن المكتب المركزي، المعروف إعلاميا ب"إف.بي.آي المغرب"، أمس الاثنين، عن إلقاء القبض عليه في مدينة المحمدية. وكشف البلاغ أن البحث الجاري مع المتهم، الذي يحمل الجنسية البلجيكية وتتحدر أصوله من المغرب، أظهر أنه سافر إلى سوريا انطلاقا من بلجيكا رفقة أحد انتحاريي حي سان دوني بباريس، وانضم في بادئ الأمر إلى "جبهة النصرة" قبل أن يلتحق بتنظيم "داعش"، حيث استفاد من تداريب عسكرية في استعمال مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات، ليجري تجنيده في ما بعد بإحدى جبهات القتال. كما كشفت التحريات أن المشتبه به وطد علاقاته إبان وجوده بالساحة السورية مع قادة ميدانيين في صفوف "داعش"، بينهم عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر للهجمات الإرهابية بالعاصمة الفرنسية يوم 13 نونبر الماضي، الذين كانوا يتوعدون بتنفيذ عمليات إرهابية بكل من فرنساوبلجيكا. وأشار البلاغ إلى أن (ج.ع) غادر هذه البؤرة المتوترة باتجاه تركيا ثم ألمانياوبلجيكا، قبل أن يقرر الدخول إلى المملكة انطلاقا من هولندا، مبرزا أنه سيقدم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكانت مديرية الشرطة القضائية بالأمن الوطني عممت، أخيرا، على مختلف مصالحها الخارجية، مذكرة بحث واعتقال في حق كل من محمد أبريني وصلاح عبد السلام، المشتبه بمشاركتهما ضمن اعتداءات باريس الإرهابية. وعبد السلام، حسب المعطيات المتوفرة، هو المطلوب رقم 1 في اعتداءات باريس، ويأتي في المرتبة الثانية أبريني، البالغ من العمر 30 سنة. واشتبه في محمد أبريني بعد ظهوره برفقة صلاح عبد السلام، يوم 11 نونبر الماضي، أي يومين قبل أحداث باريس، في تسجيلات كاميرا المراقبة في إقليم "لويز" شمالي باريس. والرجلان، اللذان ظهرا معا في التسجيل في الساعة السابعة مساء، كانا يأخذان قسطا من الراحة في تلك المحطة، حيث كان أبريني يجلس في جهة المقود، داخل سيارة "رونو كليو" سوداء، التي عثر عليها في الدائرة الثامنة في باريس من بين ثلاث سيارات استخدمت في اعتداءات باريس. وليلة الأحداث الإرهابية أيضا، شوهد أبريني برفقة صلاح مجددا في الساعة الثالثة صباحا في بروكسيل، حسب إفادة المحققين، لكن اختفت آثار أبريني في بلجيكا.