قُتل زهران علوش الذي كان زعيما لتنظيم جيش الإسلام في غارة نفذتها طائرات حربية سورية قرب دمشق يوم الجمعة الماضي. واعتُبر مقتله ضرب قوية لسيطرة المعارضة على الضواحي الشرقية لدمشق. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو "نعتقد أن اغتيال (زهران علوش) أو محاربة زعامات أيدت حلا سلميا وتحارب داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في سوريا لا يخدم العملية السلمية في سوريا.. ولا يخدم محاولة الوصول إلى حل سياسي في سوريا." ورافق تشاوش أوغلو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة إلى السعودية. ويتصدر البلدان السُنيان قائمة مؤيدي المعارضة السورية في قتالها للرئيس بشار الأسد الذي تدعمه روسيا وإيران القوة الشيعية في المنطقة. وجاء مقتل علوش بعد نحو أسبوعين من اجتماع ما يزيد على 100 شخصية من المعارضة السورية بينهم ممثلون لجيش الإسلام في السعودية لتنسيق المواقف قبل محادثات سلام مقررة في يناير المقبل. وقالت الأممالمتحدة يوم السبت الماضي إن منسقها لسوريا ستافان دي ميستورا يخطط لجمع أطراف الصراع في جنيف يوم 25 من يناير لبدء محادثات من أجل محاولة إنهاء خمس سنوات من الحرب الأهلية. وقال الجبير "أنا لا أعرف ما يدور في أذهان الروس ولا أعرف السبب الذي جعلهم يقومون بفعل مثل هذا ولكن ما أعرفه أنه إذا أردنا الوصول إلي حل سلمي في سوريا (علينا) أن نتعامل مع كل الفئات السورية التي لم تلطخ أيديها بالإرهاب.. والجماعات الإرهابية معروفة." وفي المؤتمر نفسه الصحفي قال الجبير إن أردوغان والملك سلمان عاهل السعودية اتفقا على إنشاء "مجلس تعاون استراتيجي" لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين سيديره وزيرا الخارجية. وقال إن المجلس "سيكون مهتما بأمور عديدة بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها." وأضاف "الهدف من هذا المجلس هو إيجاد نقله نوعيه في العلاقات المتينة بين تركيا والمملكة العربية السعودية لتكون علاقات فعلا استراتيجية تخدم مصالح البلدين والشعبين". من جهتها، أعلنت واشنطن، أمس الثلاثاء، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعرب لنظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال مكالمة هاتفية الاثنين، عن قلقه إزاء مقتل "مئات المدنيين" في الغارات الجوية "العشوائية"، التي تشنها الطائرات الروسية في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن "الغارات الجوية الروسية في سوريا قتلت مئات المدنيين، بمن فيهم مسعفون، وأصابت مراكز طبية ومدارس وأسواقا تجارية"، مشيرًا إلى أن واشنطن استقت هذه المعلومات من "منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان ذات صدقية". وأضاف تونر خلال مؤتمر صحافي، أن كيري تحادث هاتفيًا مع لافروف الاثنين وأعرب له عن بواعث القلق هذه. ولفت المتحدث إلى أن الوزير الأمريكي أبلغ نظيره الروسي بأن الولاياتالمتحدة "قلقة" إزاء "الهجمات العشوائية (...) على بنى تحتية ومراكز طبية ومدنيين". وأكد تونر أنه إضافة إلى القتلى فإن أكثر من 130 ألف سوري اضطروا للفرار من منازلهم بين مطلع أكتوبر ومنتصف نونبر، وذلك خصوصًا بسبب الغارات الروسية التي تكثفت في هذه الفترة. إلى ذلك، أعرب وزير جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية عن اسفه لمقتل قائد "جيش الإسلام" زهران علوش في غارة جوية في غوطة دمشق الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الولاياتالمتحدة لديها حتما تحفظات على خطاب وتكتيك جيش الإسلام، الفصيل المعارض الأقوى في ريف دمشق والمدعوم من السعودية، لكنها لا تغفل أن علوش كان مستعدًا للمشاركة في مفاوضات سلام برعاية الأممالمتحدة.