فوفق المعطيات التي حصلت عليها "المغربية"، فإن مصالح الأمن في العاصمة الاقتصادية اعتقلت 43 شخصا، يشتبه في تورطهم في أعمال العنف التي وقعت في المركب الرياضي محمد الخامس ومحيطه، وأخضعت 762 لإجراء التحقيق من الهوية. وكشف مصدر مطلع أن 32 من المعتقلين وضعوا، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، رهن تدبير الحراسة النظرية، ووضع ال 11 الآخرون، وجميعهم قاصرون، رهن تدبير المراقبة الشرطية، في انتظار عرض الجميع أمام القضاء، بعد إنهاء البحث معهم. وأوضح المصدر أن 25 شرطيا تعرضوا لإصابات متفاوتة خلال اصطدامهم مع جمهور الفريقين، مشيرا إلى أنهم جميعا غادروا مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، بعد تلقيهم العلاجات الضرورية. بالنسبة للخسائر المادية، كشف مصدر "المغربية" أن 3 سيارات للشرطة تعرضت للتخريب، في حين لحقت خسائر مهمة بأربع حافلات للنقل العمومي. ويتحمل بعض المحسوبين على "إلترات" الفريق الأخضر، وفق ما أكدته مصادر متطابقة، مسؤولية اندلاع أعمال الشغب، مبرزة أنه، بعد تسلل عدد منهم إلى الجهة الشمالية الخاصة بأنصار الفريق الأحمر الوداد، قبل انتهاء المباراة بدقائق، انطلقت شرارة أعمال العنف، التي حاول الأمن وأدها في بدايتها، قبل أن يجد نفسه في الواجهة ليدخل في اشتباكات قوية مع جمهور الفريق الأحمر. وكشف مصدر مسؤول ل "المغربية" أن أعمال الشغب بالمركب الرياضي محمد الخامس سترفع بشأنها مجموعة من التقارير الرسمية، خاصة أن الحدث الكروي تابعه من المنصة الرسمية عدد من الشخصيات البارزة، بينهم مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ولحسن السكوري، وزير الشباب والرياضة، والشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وخالد سفير، والي جهة الدارالبيضاء - سطات. كما حضر المباراة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي ينتظر أن يتوصل بدوره بتقرير مفصل حول أحداث الديربي، خاصة أن اللقاء شهد توقفات بسبب استعمال الشهب الاصطناعية، التي فرضت على الحكم توقيف المباراة للحظات، إثر انعدام الرؤية بوضوح بالنسبة إليه واللاعبين. وتوقعت مصادر أن تنزل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقوبات ثقيلة بالوداد بسبب ما أقدم عليه جمهورها، قد تصل حد حرمانه من اللعب لأكثر من ثلاث مباريات بدون جمهور. وكانت الإدارة العامة للأمن الوطني وضعت رهن إشارة ولاية أمن الدارالبيضاء إمكانيات بشرية ولوجيستيكية مهمة لتأمين مباراة الديربي، الذي انتهى بالتعادل السلبي صفر لمثله. وزودت الإدارة أمن البيضاء بخمس سيارات رباعية الدفاع تتوفر على كاميرات عالية التقنية، لنقل كل ما يقع في محيط الملعب بشكل مباشر إلى غرفة العمليات، التي أحدثت في الولاية لمتابعة الديربي. ورافق تخصيص هذه الإمكانية اللوجيستيكية المتطورة تجنيد 3500 عنصر من قوات الأمن بمختلف تلاوينها، بمن فيهم المتدربون بالمعهد الملكي للشرطة في القنيطرة، والقوات المساعدة، ومجموعات المحافظة على النظام.