مرة أخرى، ينتهي الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين، الوداد والرجاء، على وقع التعادل (1–1)، إذ أسفرت المواجهة رقم 114، أول أمس الأحد، بالمجمع الرياضي محمد الخامس، ضمن الجولة السادسة والعشرين من البطولة الاحترافية، عن مشهد بارد بكل المواصفات، سواء على أرضية الملعب أو في المدرجات. خرج المدربان، الزاكي بادو (الوداد) وامحمد فاخر (الرجاء)، راضيين عن نتيجة المباراة، معتبرين إياها منطقية، بالنظر إلى ظروف المواجهة، إذ أكد الأول أن فريقه يعاني مشاكل داخلية، لكنها بعيدة عما هو تقني، في حين قال الثاني إن فريقه يعاني ضغطا كبيرا باعتباره متصدرا للترتيب. وخلافا للديربيات السابقة، مرت المباراة بين الفريقين عادية جدا، وخرجت عن المألوف، وكانت الكلمة البارزة فيها للخطة الأمنية الناجحة، التي اعتمدتها ولاية أمن الدارالبيضاء، من خلال تجنيدها كل الوحدات لإنجاح المباراة وتفادي حدوث أعمال شغب شبيهة بأحداث الكلاسيكو بين الرجاء والجيش الملكي. ولوحظ صباح الأحد استنفار أمني واضح في محيط المجمع الرياضي محمد الخامس، وكل الطرق المؤدية إليه. وشنت السلطات الأمنية حملة إيقافات وسط القاصرين، وجميع المشتبه بهم، وعاينت "المغربية" العديد من الإيقافات، خصوصا في صفوف القاصرين ساعات قبل انطلاق المباراة. ومن بين تلك الحالات، القاصر التي قدمت من مدينة الرباط، ولا يتجاوز عمرها 13 سنة، وهدفها الأساسي تشجيع فريقها المفضل الرجاء البيضاوي، قبل أن يتلقى والدها، الذي كان يبحث عنها، اتصالا من ولاية أمن الدارالبيضاء، لإخطاره أن ابنته جرى توقيفها، ويجب عليه الحضور فورا والتوقيع على محضر. وخلقت جماهير الوداد البيضاوي الحدث، بمقاطعتها مباراة الديربي البيضاوي رقم 114، إذ حققت أولترا "الوينرز"، المساندة للفريق الأحمر، نصرا في "معركتها" مع المكتب المسير للوداد ، بعدما نجحت في حملتها، التي كبدت إدارة الفريق خسائر مهمة، إذ لم تبلغ مداخيل الديربي البيضاوي سوى 48 مليون سنتيم، بعد خصم مصاريف المباراة، التي بلغت حوالي 11 مليون سنتيم، وهو رقم هزيل جدا في ديربيات السنوات الأخيرة، علما أن الفريق الأحمر يملك الرقم القياسي في مداخيل الديربي، التي بلغت في إحدى المباريات 220 مليون سنتيم.