جاء ذلك، عقب توصل المكتب المذكور، المعروف إعلاميا باسم "إف.بي. آي المغرب"، واختصارا "بسيج"، إلى تفكيك شبكة إجرامية كانت تنشط بالناظور والحسيمة وطنجة، متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، تتكون من أربعة أفراد، بينهم عنصران يحملان جنسيات أوروبية. وأظهرت التحريات الأولية، وفق ما كشفه بلاغ لوزارة الداخلية، عمم على وسائل الإعلام، أمس الجمعة، أن بعض أفراد هذه الشبكة الإجرامية، المتورطين كذلك في تهريب العملة وتبييض الأموال المتحصل عليها من هذا النشاط الإجرامي، تربطهم علاقات بعناصر متطرفة بالخارج وبمقاتلين تحت لواء ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" بالساحة السورية-العراقية. وأضاف البلاغ أن المشتبه بهم سيقدمون إلى العدالة فور انتهاء الأبحاث، التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكان المغرب نجا من اعتداءات مشابهة من حيث أسلوب التنفيذ لتلك التي هزت العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 نونبر الماضي، عقب نجاح المكتب المركزي للأبحاث القضائية في تفكيك خلية إرهابية خطيرة خططت للقيام بسلسلة من العمليات التخريبية باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات. وضمت الشبكة، حسب ما كشفه بلاغ لوزارة الداخلية، 9 أفراد ألقي عليهم القبض في القنيطرة وسلا وقصبة تادلة ودوار غرم لعلام، بجماعة دير لقصيبة بإقليم بني ملال، وأيت إسحاق، بإقليم خنيفرة. وأفاد المصدر ذاته أن وسائل ومعدات متطورة استعملت أثناء عمليات مداهمة وإيقاف المشتبه بهم، قبل نقلهم إلى مقرات إقامتهم، من أجل استكمال إجراءات التفتيش والحجز، مضيفا أن الموقوفين كانوا على صلة وثيقة بمقاتلين مغاربة بصفوف "داعش" بكل من سوريا وليبيا، للحصول على الدعم اللوجستيكي اللازم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وأشار البلاغ إلى أن التفتيش أسفر عن حجز أسلحة نارية وذخيرة حية، خلال المداهمة بحي "الوفاء" بمدينة القنيطرة، كما عثر بحوزة عناصر الخلية على أسلحة بيضاء وسواطير، بالإضافة إلى منشورات تدعو "للجهاد" و"التكفير"، ومخطوطات تشيد بما يسمى ب "الدولة الإسلامية"، وكذا رسومات تجسد راية هذا التنظيم الإرهابي. وذكر المصدر أن تتبع الأظناء أظهر أن أفراد الخلية المتشبعين بالنهج الدموي ل"داعش"، بلغوا مراحل متقدمة في التخطيط والتحضير لمشروع إرهابي خطير، بتنسيق مع قادة ميدانيين ل "داعش"، بهدف تنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، وبث الرعب في صفوف المواطنين. وأوضح البلاغ أن التحريات بينت أن المشتبه بهم كانوا يعتزمون الالتحاق بصفوف ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" بالساحة السورية-العراقية أو فرعه بليبيا، وتلقوا تعليمات من هذا التنظيم الإرهابي لرصد منشآت ومواقع حيوية ببعض مدن المملكة لاستهدافها، باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، وفق المخططات التوسعية ل"داعش" خارج مناطق نفوذه.