فاز المحافظون في سبع مناطق والاشتراكيون في خمس في الجولة الثانية من الانتخابات المحلية ولكن ذلك لم يكن انتصارا حقيقيا لأي من الحزبين اللذين يمثلان التيار الرئيسي واللذين هزمهما تزايد جاذبية اليمين المتطرف للناخبين الساخطين. وكان حزب الجبهة الوطنية قد فاز بعدد من الأصوات أكثر من أي حزب آخر على المستوى الوطني في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في الأسبوع الماضي بعد أن عززته مخاوف من أزمة اللاجئين في أوروبا وهجمات تنظيم الدولة الإسلامية التي قتلت 130 شخصا في باريس قبل شهر. وعلى الرغم من عدم فوزه في أي منطقة أمس الأحد بعد انسحاب الاشتراكيين من مناطقه الرئيسية المستهدفة وحثه أنصاره على تأييد المحافظين بزعامة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مازال حزب الجبهة الوطنية يُعد قد حقق أفضل نتائج له في تاريخه. وقال رئيس وزراء فرنسا الاشتراكي مانويل فالس "الليلة ليس هناك مكان للارتياح أو الاحتفال بالنصر، فالخطر الذي يشكله اليمين المتطرف لم ينته ". ووجه ساركوزي تحذيرا مماثلا واصفا أداء حزب الجبهة الوطنية القوي بأنه "تحذير أُرسل لكل الساسة ونحن من بينهم في الجولة الأولى." وقال "علينا الآن أن نأخذ وقتا لاجراء مناقشات متعمقة بشأن ما يقلق الفرنسيين الذين يتوقعون إجابات قوية ودقيقة" مشيرا إلى أوروبا والبطالة وقضايا الأمن والهوية الوطنية. وكانت لوبان تأمل بأن تستغل نفوذها على الصعيد المحلي كنقطة انطلاق لتعزيز فرصها في انتخابات الرئاسة عام 2017 وقد خسرت بفارق كبير في شمال فرنسا يوم الأحد حيث كانت على رأس قائمة حزبها وحصلت على 42.8 في المائة من الأصوات في جولة أمس مقابل 57.2 في المائة للمحافظين. وشكلت هذه النتيجة نكسة كبرى لأبرز ثلاث شخصيات في حزب الجبهة الوطنية، بدءا برئيسته مارين لوبن (47 عاما) التي كانت الخاسر الأكبر في الشمال، وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن (26 عاما) التي هزمت في الجنوب وفلوريان فيليبو (34 عاما) المخطط الاستراتيجي للحزب والذي خسر في الشرق. وبحسب النتائج شبه النهائية، فإن اليمين فاز بسبع مناطق بينها منطقة باريس التي انتزعها من أيدي الاشتراكيين منهيا بذلك احتكارا يساريا استمر 17 عاما. بالمقابل، تمكن الحزب الاشتراكي الحاكم من أن يحد خسائره بفوزه بخمس مناطق من أصل مناطق البلاد ال13، في حين فاز القوميون في جزيرة كورسيكا المتوسطية محققين فوزا تاريخيا غير مسبوق. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان الذي فاز برئاسة منطقة بريتانيا (غرب) انه لن يتخلى عن الحقيبة الوزارية وسيشغل في آن معا منصبي وزير ورئيس مجلس محلي. ورحب رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس بنتائج الانتخابات، محذرا في الوقت نفسه من أنها لا تبعث على "الارتياح أو الشعور بالانتصار، لان خطر اليمين المتشدد لا يزال قائما". بدوره، اعتبر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي زعيم المعارضة اليمينية أن هذه النتائج "يجب ألا تجعلنا تحت أي ذريعة ننسى ناقوس الخطر" الذي قرعته نتائج الدورة الأولى. بالمقابل، أكدت مارين لوبن أن "لا شيء سيتمكن من إيقافنا"، منددة بالنداءات التي دعت إلى صد تقدم حزبها وب "الانحرافات والمخاطر المتأتية من نظام يحتضر". أما ابنة شقيقتها فقالت "هناك انتصارات يخجل منها المنتصرون". ولكن رغم هذه الخسارة، فإن الجبهة الوطنية حصلت على جائزة ترضية في الدورة الثانية تمثلت بتحقيقها رقما قياسيا في عدد الأصوات التي حازتها على المستوى الوطني، والتي فاقت تلك التي حصلت عليها في الدورة الأولى.