فاز حزب "الجمهوريين" رفقة حلفائه المنتمين إلى "يمين الوسط"، بزعامة الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بإدارة 7 جهات، من أصل 13، في الجولة الثانية من الانتخابات الجهوية الفرنسية يوم أمس الأحد، والتي تميزت بنسبة مشاركة تراوحت بين 58 و59%. وبحسب نتائج غير رسمية فاز اليسار الفرنسي ممثلا في الحزب الاشتراكي الحاكم وحلفائه، ب 5 جهات على الأقل، فيما لم يحصل حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، على أصوات كافية أمام منافسيه، وذلك على خلاف التقديرات الأولية في عقب نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الجهوية، التي أجريت الأسبوع الماضي. وحصدت زعيمة "اليمن المتطرف"، مارين لوبان، على 42.2% من الأصوات في منطقة نور با دو كاليه بيكاردي (شمال فرنسا)، غير أنها خسرت الانتخابات بالجهة بنسبة 57.8% لصالح مرشح "الجمهوريين، كزافييه برتران، كما خسرت "ماريون ماريشال لوبان" في تصدر نتائج الاقتراع، في منطقة "بروفانس ألب كوت دازور"، جنوب شرقي فرنسا، وبدوره لم يحصل مرشح "الجبهة الوطنية" فلوريان فيليبو سوى على 36.08% من الأصوات أمام مرشح "الجمهوريين" فيليب ريشار في جهة "ألزاس - شومبان - أردين - لورين". وتشكل هذه النتائج الأولية نكسة كبرى لأبرز ثلاث شخصيات في حزب الجبهة الوطنية، رئيسته مارين لوبان الخاسرة في الشمال، وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبان في الجنوب، وفلوريان فيليبو المخطط الاستراتيجي للحزب في الشرق. جاءت هذه النتائج بعد انسحاب الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه الرئيس فرانسوا هولاند من اثنتين من هذه الجهات، من أجل جولة الإعادة الحاسمة ودعوته لأنصاره بالتصويت ل"يمين الوسط" بغية إبقاء "الجبهة الوطنية" بعيدا عن السلطة. ورحب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بتراجع حزب "الجبهة الوطنية"، لكنه حذر من أن الخطر الذي يمثله أقصى اليمين لم ينته بعد، مؤكدا أن تقدم "الجبهة الوطنية" في الدور الأول من الانتخابات يفرض على الحكومة الاستماع للآخرين. من جانبه، قال ساركوزي إن "الظهور القوي للجبهة الوطنية في الانتخابات الأخيرة يجب أن يكون إنذارا لكل السياسيين المعتدلين في فرنسا"، مشيرا إلى "أن التصويت التكتيكي لصالح مرشحينا ينبغي ألا ينسينا التحذير الذي مثله الدور الأول لكل السياسيين".