حقق حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف إنجازا تاريخيا بتصدره نتائج الجولة الأولى من الانتخابات المحلية الفرنسية التي جرت الأحد، بنسبة 30.6 في المئة من أصوات الناخبين، مقابل 27 في المئة لحزب "الجمهوريين" (اليمين المعتدل) و22.7 ل "الحزب الاشتراكي" اليساري الحاكم. وحل حزب مارين لوبان في الطليعة بست مناطق على الأقل من أصل 13، كما أشارت التقديرات الأولية. وبلغت نسبة المشاركة نحو 50 في المئة، بحسب آخر التقديرات. ومن بين أبرز صلاحيات مجالس المناطق، إدارة المدارس ومساعدة المؤسسات والإشراف على النقل العام. مارين لوبان تشيد بنتائج "رائعة" وجرى الاقتراع في ظل حالة الطوارئ، وسط إجراءات أمنية مشددة بحيث قام جنود وشرطيون مسلحون بدوريات حول مراكز التصويت. وكانت اعتداءات إرهابية ضربت باريس في 13 نوفمبر الماضي، مسفرة عن مقتل 130 شخصا. وتصدرت رئيسة "الجبهة الوطنية" مارين لوبان النتائج في منطقة نور با دو كاليه بيكاردي (شمال) بحصولها على 43 في المئة من الأصوات، متقدمة على ممثلي "الجمهوريين" كزافييه برتران (24 في المئة) و"الحزب الاشتراكي" بيار دو سانت إنيون (17.7 في المئة). وفي وقت لاحق من ليل الأحد الاثنين، أعلن الأخير انسحابه من الجولة الثانية. من جهتها، تقدمت ابنة شقيقة مارين لوبان، ماريون ماريشال لوبان، في منطقة بروفانس ألب كوت دا زور (جنوب) ب 41.7 في المائة من الأصوات على "الجمهوريين" (24.5 في المئة) والاشتراكيين (18.1 في المئة). كما تصدر نائبي لوبان في الحزب المتطرف، فلوريان فيليبو ولوي أليو النتائج في منطقتي ألزاس شامباني أردين لورين (شرق) ولانغدوك روسيونميدي بيرينيه (جنوب غرب). "الاشتراكيون" ينسحبون في منطقتين أساسيتين لقطع الطريق على اليمين المتطرف وفي منطقة إيل دو فرانس (باريس وضواحيها)، تصدرت مرشحة "الجمهوريين" فاليري بيكريس النتائج بفوزها ب 31 في المئة من أصوات الناخبين، متقدمة على ممثل "الحزب الاشتراكي" ورئيس الجمعية الوطنية، كلود برتولون (25.7) وممثل "الجبهة الوطنية" فاليرون دو سان جوست (1903 في المئة). وسجل "الحزب الاشتراكي" الحاكم نتائج مخيبة في هذه الجولة الأولى، علما أنه كان يدير 21 منطقة من أصل 22 حسب التقسيم الإداري السابق، والذي تغير بعد إصلاحه في يوليو الماضي بحيث تقلص عدد المناطق إلى 13. وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال قبل الجولة الأولى من هذه الانتخابات المحلية إن التصويت ورقة في "مواجهة الإرهاب". وقد أدلى الرئيس فرنسوا هولاند بصوته في مدينة تول، وسط فرنسا، والتي كان رئيس بلديتها من 2001 لغاية 2008، من دوني أن يدلي بأي تصريح. وفي تعليقها على نتائج الاقتراع، أشادت مارين لوبان بالنتائج "الرائعة" التي حققها حزبها. وقالت من مدينة إينان بومون، الواقعة في منطقة نور با دو كاليه بيكاردي، والتي يديرها حزبها منذ 2014، إن "الجبهة الوطنية هي الحزب الجمهوري الوحيد في فرنسا"، مضيفة: "نحن قادرون على تحقيق الوحدة الوطنية". "الأولوية أن لا تتراجع الجمهورية كما تفعل" منذ انتخاب هولاند من جهته، شدد زعيم "الجمهوريين"، الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، في كلمة ألقاها فور إعلان النتائج الأولية على أن حزبه لن ينسحب أمام اليمين المتطرف كما أنه لن يتحالف أبدا مع "الحزب الاشتراكي" في الجولة الثانية. وقال ساركوزي إن "الأولوية أن لا تتراجع الجمهورية كما تفعل منذ أربع سنوات" أي منذ وصول الرئيس فرانسوا هولاند إلى سدة الحكم. أما "الحزب الاشتراكي"، فقد أعلن على لسان أمينه العام جان كريستوف كومباديليس انسحابه في منطقتي نور با دو كاليه بيكاردي حيث تصدرت مارين لوبان النتائج، وبروفانس آلب كوت دازور حيث تقدمت ماريون ماريشال لوبان، وذلك لقطع الطريق على اليمين المتطرف. وأضاف كومباديليس قائلا إن اليسار قادر على الفوز بالجولة الثانية شريطة أن يتوحد. وستجري الجولة الثانية الأحد المقبل، 13 كانون الأول/ديمسبر. وبحسب استطلاعات الرأي، فإن اليمين المتطرف يسفوز في منطقتبين أو ثلاث. فهل ستتأكد التوقعات مرة أخرى أم تقرر فرنسا قطع الطريق أمام "الجبهة الوطنية" المتطرفة؟ فرانس 24