في التفاتة رمزية استثنائية، قررت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، برئاسة المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، منح جائزتها الخاصة لجميع الأفلام المشاركة في المسابقة، تكريما منها لفن السينما، وعادت جائزة أحسن دور نسائي لكالاتيا بيلوجي، عن دورها في فيلم "كبير"، لمخرجه كيوم سينيز، وهو إنتاج مشترك بين بلجيكا وسويسرا وفرنسا، وآلت جائزة أحسن دور رجالي لكونار جونسون عن دوره في فيلم "الجبل البكر" لمخرجه الإسلندي داكور كاري، وحصل المخرج البرازيلي غابرييل ماسكارو على جائزة أحسن إخراج عن فيلمه "ثور النيون". والفيلم اللبناني "كثير كبير" المتوج بالنجمة الذهبية، إنتاج مشترك بين لبنان وقطر، ويعد نقطة تحول في السينما اللبنانية من حيث معالجة قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب سينمائي متميز، إذ بدأ كمشروع تخرج جامعي للمخرج ميرجان بوشعيا، وتحول إلى فيلم روائي طويل عرض في أهم المهرجانات العربية والدولية، ونجح في نقل جزء من الواقع اللبناني. ويحكي الفيلم الذي تبلغ مدته ساعة و47 دقيقة، قصة ثلاثة أشقاء، توفي والدهم وترك لهم فرنا حولوه إلى محل لبيع البيتزا، لكن أكبرهم، زياد، يستخدم علب البيتزا في توزيع المخدرات لحساب تاجر يدعى أبو علي، وأثناء مشاجرة مع شخص مسلح في بداية الفيلم، يطلق زياد الرصاص فيقتله، لكن شقيقه جاد يعترف أنه هو الذي أطلق الرصاص دون قصد، فيسجن بدلا من زياد. ونجح الفيلم في إيصال رسائل إلى المشاهدين بطريقة ذكية وبسيطة، لا تخلو من السخرية التي عبرت بطريقة مقنعة جزئيا عن واقع المجتمع اللبناني من زوايا مختلفة. ويوحي الفيلم في بدايته بأنه فيلم حركة، لكن، تدريجيا يتغلف الموضوع الذي انطلق منه بإطار كوميدي تزداد وتيرته تدريجيا، فتتورط الشخصيات بمواقف مضحكة، لكنها سخرية مشبعة بالنقد السياسي والاجتماعي. شخص أدوار الفيلم ألان سعادة، وفؤاد يامين، وطارق يعقوب، وألكسندر قهوجي، ووسام فارس، وجورج حايك، وفادي أبي سمرة، وتميز بمشاركة الإعلامي مارسيل غانم لأول مرة في فيلم سينمائي. تنافس على الجوائز الأربعة للمهرجان الدولي 15 فيلما طويلا، تمثل تجارب سينمائية متنوعة من اليابان، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، والهند، وكازاخستان، وإيران، وتركيا، ولبنان، وإيسلندا، والدانمارك، وبلجيكا، وكندا والولايات المتحدة، والمكسيك، والمغرب من خلال إنتاج مشترك بلجيكي مغربي هو فيلم (المتمردة) لجواد غالب، الذي يتناول جانب الخيال بعد تجربة مهمة في مجال الأفلام الوثائقية. وتوج فيلم "الفتاة المجهولة" لمخرجه رضا جاي، من مدرسة استوديو Mبالدارالبيضاء، بجائزة أفضل فيلم مغربي قصير ل "سينما المدارس" التي تمنحها مؤسسة المهرجان. وفاز المخرج الشاب رضا جاي بمبلغ 300 ألف درهم، وهي منحة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وضعت رهن إشارة الفائز من طرف مؤسسة المهرجان لإنتاج الفيلم القصير المقبل. وتهدف مؤسسة المهرجان، من خلال هذه المبادرة، إلى خلق مجال للإبداع السينمائي ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين، والكشف عن موهبة جديدة من بين طلبة المدارس ومعاهد السينما المغربية. ويتناول الفيلم القصير المتوج قصة شاب منغلق على نفسه وكثير الحساسية، تتغير حياته بعد لقائه مع شابة تقترح عليه الرقص معها وسط ملتقى طرق. تبارت في هذه المسابقة سبعة أفلام قصيرة تمثل المدارس والمعاهد المتخصصة للسينما والسمعي البصري في المغرب، ويتعلق الأمر بالمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، واستوديو (م) بالدارالبيضاء، ومدرسة الفن والإعلام بالدارالبيضاء، والمعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط، والمعهد المتخصص في مهن السينما بورزازات. وعلى مدى أسبوع كامل، عاشت مدينة مراكش على إيقاعات السينما، بين عروض أفلام تنافست على جوائز المهرجان، وعروض متنوعة خارج المسابقة، وفقرات تكريم، ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة، وعرض بانوراما من الأفلام، وتكريم السينما الكندية.