سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لحجمري: القرن 21 سيكون قرن إفريقيا والقارة هي المحرك الآتي للنمو العالمي انطلاق الدورة 43 لأكاديمية المملكة حول 'إفرقيا كأفق التفكير'
مشروع لإعادة هيكلة الأكاديمية للرفع من قدرتها في استقطاب الكفاءات العلمية والفكرية
أضاف لحجمري في افتتاح أشغال الدورة 43 لأكاديمية المملكة، أمس الثلاثاء، بالرباط، حول موضوع "إفريقيا كأفق للتفكير" أن هذه الدورة تأتي في سياق ملتقى دائم لتبادل الآراء وخلق جو الصداقة والوئام، وتضافر الجهود لمواصلة الأعمال الهادفة إلى الصالح العام. وقال "نتطلع إلى إعادة هيكلة الأكاديمية ومراجعة إطارها القانوني، حتى يتسنى لها الرفع من قدرتها في استقطاب الكفاءات العلمية والفكرية من كل المجالات لتعدو حاضنة ومستقطبة للمعرفة والإبداع وفضاء للحوار العلمي النزيه المنفتح والمتعدد الآفاق، بما يجعل الأكاديمية دارا للفكر المتحرر"، مشددا أن "عصر الأكاديميات المغلقة ولى، وبات الرهان مجسدا بربط الحق في التنمية بالحق في المعرفة المتميزة، واستغلال ما تتيحه التكنولوجيا لتوفير خدمة ثقافية ليس للنخبة العلمية فحسب، لكن للجمهور العريض". وأكد أن الأكاديمية تضع إفريقيا موضع تفكير، لأنها قارة توجد في صلب انشغالات تاريخية مهمة، وهي المحرك الآتي للنمو العالمي، مبرزا أن اختيار هذا الموضوع يندرج في سياق الخطى الرشيدة لجلالة الملك، الذي فتح أوراشا واعدة للتعاون مع بلدان هذه القارة. وأضاف أن كل التقارير الدولية الاستشرافية لا تخلو من التأكيد على الموقع الاستراتيجي على كافة الأصعدة، مذكرا بما تعيشه المجتمعات الإفريقية من تحولات عميقة، وما تواجهه من تحديات في كافة المجالات الديمغرافية والاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية والثقافية. ومن هذا المنطلق، يضيف لحجمري، "نتطلع لنجعل من هذه الدورة منتدى فكريا للتعبير عن انشغالات الشعوب الإفريقية، وتحليل رؤاها لذاتها واستشراف مستقبلها". وأبرز أن القرن 21 سيكون قرن إفريقيا بامتياز، وأن إفريقيا قارة تنوع لا ينتهي في عالم الأشياء وحقائق الحياة، يوازيه تعدد لا ينضب في عالم الأفكار والآراء، لذلك تقتضي التحولات فتح "أفق للتفكير، يتجاوز الصور النمطية والقوالب الجامدة، التي ترادف بين إفريقيا وحالات العنف والصراعات الداخلية السياسية والإثنية، الملفوفة بواقع الفقر والتخلف، وانتشار الأمية والمجاعة والأمراض الفتاكة". وأوضح لحجمري أن هناك مؤشرات تنبئ بالتفاؤل، حسب تقرير لصندوق النقد الدولي، إذ منذ سنة 2003، أصبح ستة من عشرة اقتصاديات أكثر دينامية في العالم اقتصاديات إفريقية، وأن مؤشر الناتج الداخلي الخام لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء ارتفع بمعدل 5 في المائة إلى 7 في المائة، خلال السنة الواحدة، مشيرا إلى أن التطور الاقتصادي بإفريقيا لم يعد رهين المساعدات الخارجية، بقدر ما أضحى قائما على مصادر التمويل الداخلي ونماء الاقتصاديات المحلية، ما يؤهله لارتياد أفق الثورة الصناعية الثالثة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، تستفيد منها المناطق النائية والمعزولة، التي لم يسبق لها الاستفادة من فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأكد أن إمكانات المستقبل ترتكز أيضا على التنمية الثقافية وتحقيق الجودة في برامج التربية والتعليم، وتطوير تقنيات الإعلام والاتصال الحديثة، وجعلها في خدمة المعرفة وتشييد مجتمع المعلومات. من جهتها، أبرزت رحمة بورقية، عضو أكاديمية المملكة، أن إفريقيا تشكل بالنسبة للباحثين والمفكرين مختبرا لدينامية المجتمعات والثقافات، بفعل التحول العميق بالقارة، وتنوع طبيعة العلاقات بين الأجيال، وتأثير ظواهر العولمة والتكنولوجيا الإعلام والتواصل وهجرة الشباب والأدمغة. وأضافت أن إفريقيا تتميز بتنوع ثقافاتها ولغاتها وإثنياتها وتركيباتها الاجتماعية، وبتمازج وتعايش حضاراتها، وبغنى التلاقح بين مكونات تراثها، الذي يظل يتجدد باستمرار. ويشارك في هذه الدورة، التي تستمر إلى 11 دجنبر الجاري، أكاديميون ومفكرون وخبراء من إفريقيا ومن قارات أخرى.