ستشكل الندوة التي ستنظمها الأكاديمية، انطلاقا من غد الثلاثاء إلى 12 دجنبر الجاري، حول موضوع " إفريقيا كأفق للتفكير"، بداية الانطلاقة الجديدة لانفتاح الأكاديمية، إذ وجهت الدعوة إلى 112 مفكرا من دول إفريقية وعربية وأوروبية، ضمنهم 62 مغربيا، بخلق فضاء للتفكير الحر يتبادل من خلاله الباحثون وجهات النظر حول مختلف الإشكالات المطروحة على القارة السوداء. وكان عبد الجليل الحجمري، أمين سر الأكاديمية، أعلن أن هذه الندوة ستشكل "نهاية المؤسسة" المغلقة، وأن الهدف من تنظيم ندوة حول إفريقيا، هو "التفكير في إفريقيا بطريقة مغايرة، من خلال مفكريها ونخبها، بأن تفكر إفريقيا في نفسها بنفسها". ولا تستثني صفحة انفتاح الأكاديمية على الباحثين والمفكرين أي دولة، إذ أعلن الحجمري أن دعوات وجهت لمفكري ومثقفي بعض الدول التي لا تتعاطف مع قضية الصحراء المغربية لاستضافتهم في المغرب وإطلاعهم على حقيقة الأمر بخلفية علمية وأكاديمية. وأضاف أن اختيار موضوع الندوة تَحكمت فيه الرغبة في جعل إفريقيا في قلب نقاش إفريقي خالص، إذ تراهن الأكاديمية من خلال المحاور 14 المقترحة للنقاش والتداول حول قضايا الإرهاب والتنمية والتخلف والعولمة والصحة والهوية والتنوع الإثني، على "إيجاد أو صناعة إجابات إفريقية خالصة على مشاكل وتحديات القارة السمراء على مختلف هذه الأصعدة"، موضحا أن الندوة "مناسبة لتقديم رؤية مغايرة عن إفريقيا، وإنتاج تفكير مغاير عن القارة، من خلال إبراز جيل جديد من الفلاسفة والمفكرين والباحثين والخبراء الأفارقة، الذين هم مناضلون على الصعيد الفكري والثقافي من حيث اشتغالهم على قضايا القارة انطلاقا من الواقع، وبعيدا عن الرؤى والمواقف الأجنبية". وأضاف أن رهان الندوة يتمثل في جعل إفريقيا في قلب تفكير إفريقي محض، وتفكر في نفسها بنفسها وتصنع وتنتج أفكارها الخاصة حول قضايا وحولها". كما تراهن الأكاديمية على "جعل إفريقيا تسترجع مكانتها الفكرية والثقافية والاقتصادية، بعيدا عن التصنيفات النمطية، التي تقدمها قارة حاضنة للتخلف والمشاكل بكافة أنواعها"، وتتوخى أن تكون "منتدى فكريا للتعبير عن انشغالات الشعوب الإفريقية وتحليل رؤاها لذاتها واستشراف مستقبلها". وتشمل محاور الندوة "الفكر الإفريقي ما بعد-كولونيالي"، و"التجمعات الإفريقية: الأدوار والحدود"، و"الوضع الجيوسياسي لإفريقيا والتدافع الدولي"، و"الاقتصاديات الإفريقية وتحديات العولمة"، و"التعاون الاقتصادي جنوب- جنوب: المغرب وإفريقيا"، و"واقع إفريقيا: الهويات والتنوع الإثني والثقافي"، و"قضايا هجرة الشباب والأدمغة"، و"النخب وتجارب الانتقال الديمقراطي"، و"تجارب العدالة الانتقالية"، و"التنوع الديني في إفريقيا"، و"المغرب وإفريقيا: الروابط الإسلامية والروحية"، و"الأشكال الجديدة للعنف والإرهاب والحروب"، و"إفريقيا والتنمية البشرية المستدامة"، و"التفكير في إفريقيا بشكل مغاير".