فاس / 24 / 5 / ومع / بحث مفكرون ومؤرخون وجامعيون من المغرب والخارج اليوم الأحد في إطار منتدى فاس "روح للعولمة" الارتباطات القائمة بين المقدس والفنون والتعابير الإبداعية ومختلف الأشكال والأنماط العقائدية في إفريقيا. وناقش المشاركون في الجلسة الثانية لمنتدى فاس التي خصصت لموضوع " إفريقيا والمقدس " تأثيرات المقدس وانعكاساته على الحياة الروحية لمختلف الشعوب والقبائل الإفريقية وكذا مختلف تمظهرات هذا المقدس في التعابير الفنية والأشكال الإبداعية وفي العادات والتقاليد بإفريقيا التي تعد مهد العديد من الرؤى الكونية التي تشمل الفكر السحري والفكر الإحيائي والفكر الوثني والفكر التوحيدي . وأكد المتدخلون خلال هذا المنتدى على أهمية التنوع والتعدد الذي يشمل مختلف الأشكال والتقاليد الدينية والروحية بالقارة الإفريقية مشددين على أن تنوع وغنى هذه التقاليد والمعتقدات الدينية العريقة يشكل اللحمة التي تجمع بين مختلف القبائل والشعوب الإفريقية . كما أشادوا بإحداث معهد "الموافقة " لعلم اللاهوت الذي افتتح أبوابه السنة الماضية بالرباط والذي كرس صورة المغرب كأرض للانفتاح والحوار بين الأديان والثقافات . واعتبروا أن هذه المؤسسة التي تم إحداثها بمبادرة من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية بالمغرب تروم الاستجابة للحاجيات في مجال التكوين لتكون فضاء للتكوين والتفكير والنهوض بالحوار الثقافي والديني . وقالت السيدة مارغريت صابران الباحثة والمؤرخة الفرنسية إن العديد من الأدوات الفنية التقليدية التي تستعملها شعوب بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لها ارتباطات أساسية مع المقدس مشيرة إلى أن مجموعة من هذه الأدوات الفنية تم تجميعها في تشكيلات خاصة تحتضنها بعض المتاحف سواء في إفريقيا أو أوربا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية . وأكدت على أن دراسة هذه الأدوات والتحف الفنية من طرف مختصين ومؤرخين من شأنها أن تسلط الضوء على الرؤى الكونية كما تمثلها الإنسان الإفريقي وأن تساعد على الكشف عن المعتقدات التي كانت سائدة ولا يزال بعضها يهيمن على العديد من عادات وتقاليد التجمعات البشرية التي تعيش بإفريقيا . ومن جهته تحدث السيد سامبا بابا ديوب الباحث بجامعة باريس عن الاهتمامات التي كان يوليها الرئيس السنغالي الأسبق ليبولد سيدار سانغور للفنون بصفة عامة وللفنون التشكيلية والرقص الإفريقيين بصفة خاصة باعتبارهما يشكلان أحد التعابير الفنية التي تختزل علاقة الإنسان الإفريقي بالسماء والأرض وتفسيراته للرؤى الكونية وللعديد من الظواهر والمعتقدات والأفكار . وأشار إلى أن الرئيس سنغور كان يسعى إلى إحداث مدينة للفنون بدكار لتجميع كل المواد والأدوات وكذا الأشكال التعبيرية التي ترتبط بهذه المعتقدات باعتبارها تشكل مرتكزات لفهم علاقة الإفريقي بالمقدس بمختلف تمظهراته وتعبيراته . وبدوره استعرض السيد برنار كويولت مدير معهد " الموافقة " لعلم اللاهوت مختلف العادات الاجتماعية والتقاليد والتنوع الإثني والديني الذي يميز مجموعة من القرى بالبلدان الإفريقية جنوب الصحراء مشيرا إلى ان الدراسات الأنتربولوجية كشفت أن ( الجنائز ) مثلا وما يواكبها من عادات وتقاليد وما تستعمل فيها من مواد وأدوات شكلت على الدوام آلية مهمة لتقوية ودعم العلاقات بين التجمعات البشرية بهذه المناطق . وتتبعت الباحثة المغربية السيدة مريم السبتي تمظهرات المقدس في الأعمال الإبداعية لبعض الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب مشيرة إلى أن بعض الفنانين منحوا للتحف الفنية والأعمال الإبداعية التي اشتغلوا عليها دلالات جديدة خاصة بالنسبة للأقنعة او بعض اللوحات التشكيلية . ويحضر جلسات منتدى فاس الذي ينظم في إطار مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة والذي يشكل فضاء لمناقشة وبحث الأفكار ومختلف القضايا والمواضيع التي تهم السياسة والاقتصاد والتاريخ مجموعة من المفكرين والمؤرخين والباحثين من المغرب والخارج . ويتمحور الموضوع الرئيسي للمنتدى لهذه السنة حول تيمة " فاس في مرآة إفريقيا " بمشاركة وازنة لنخبة من أبرز المثقفين من داخل المغرب وخارجه سينكبون في إطار خمس جلسات على دراسة ومناقشة علاقات وارتباطات مدينة فاسبجنوبها الإفريقي وكذا التحديات والرهانات التي تواجهها العديد من البلدان الإفريقية .