بعد كلمة هيلاري بن، مسؤول الشؤون الخارجية داخل حزب العمال، مساء الأربعاء الماضي، وقف كل النواب تكريما من كافة انتماءاتهم في رد فعل نادرا ما يشهده البرلمان البريطاني. وعلقت "ديلي ميرور" بأن الكلمة كانت "رائعة" و"سبكتيتور" بأنها "تاريخية" و"تلغراف" ركزت على "لحظة لا تصدق"، خصوصا أن الكلمة تبرز بشكل فاضح فشل زعيم حزب العمال جيريمي كوربن في فرض نهجه السلمي على نوابه، وتعيد طرح فكرة استبعاده. وقال بن (62 عاما) "نحن مسؤولون إزاء بعضنا البعض. لم نغض الطرف أبدا ولن نقوم بذلك" إزاء المعاناة والأهوال. وبن هو نجل توني بن أحد الوجوه القدامى في حزب العمال الذي كان يعتبر حتى وفاته من مرشدي كوربن نفسه. وقال بن في كلمته "نعلم أن علينا أن نهزم الفاشيين" في تنظيم الدولة الإسلامية لأنهم "يحتقرون قيمنا واحترامنا للآخرين وديمقراطيتنا"، بينما جلس كوربن وراءه ووجهه متجهم. وصوت ما مجمله 397 نائبا لصالح الضربات، 66 منهم من صفوف العماليين، بينما عارض 223 آخرون. وبحسب المعلقين فإن بن نجح في حسم موقف المترددين من حزب العمال وفي الإيحاء بشخص آخر يمكن أن يتولى قيادة الحزب بدلا من كوربن. وصرح جون ماكتيران، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير، أن "هيلاري بن منح الحزب أملا". وأضاف ماكتيران أن كلمة بن هي التي أقنعت أعضاء البرلمان وليس كلمة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي أثار جدلا عندما اعتبر أن معارضي شن ضربات ضد الجهاديين هم "متعاطفون مع الإرهابيين". وكتبت ديلي تلغراف أن بن تكلم "وكأنه رئيس للوزراء وعليه فإن حزبه المنقسم والمنهزم في الأيام الأخيرة بدا بموقف الحكومة". وتابع ماكتيران الذي لم يؤيد على غرار عدد كبير من أعضاء الحزب، انتخاب اليساري المتطرف كوربن رئيسا للحزب في شتنبر، أن كلمة بن وضعته "في الصدارة" لتولي رئاسة الحزب. وأضاف أن كوربن إذا كان حصل على تأييد كبير من الناشطين الراغبين في الانتقال إلى خط يساري، فإن النواب والمسؤولين العماليين لا يرون أنه يتمتع بأي فرصة في حمل الحزب إلى الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة بعد خمس سنوات. من جهته، علق كين ليفينغستون، رئيس بلدية لندن السابق، وهو أيضا من حزب العمال، لإذاعة "بي بي سي" أن كلمة بن "يمكن أن تشكل بداية حملة لرئاسة الحزب" بينما وضعه المراهنون على رأس قائمة الأشخاص الذين يمكن أن يخلفوا كوربن. وفضل مسؤول المالية في حزب العمال والذراع اليمين لكوربن جون ماكدونيل التركيز على أن ثلثي النواب العماليين صوتوا ضد الغارات الجوية. وحذر ماكدونيل بالقول "الأمر يذكرني بكلمة توني بلير التي حملتنا إلى الحرب في العراق (في العام 2003). وأنا أخشى دائما أن يقودنا الخطباء المفوهون إلى ارتكاب أخطاء كبرى". (أ ف ب)