على مدى سنوات كان الجزائري مختار بلمختار شخصية رئيسية في عمليات التمرد في أرجاء شمال إفريقيا والمنطقة الحدودية بالصحراء الكبرى لكن السلطات الليبية قالت في يونيو إنه قتل في ضربة جوية أمريكية هناك. وقال مسؤولون أمريكيون إنه تم استهدافه بيد أن جماعة المرابطين نفت مقتله بعد أربعة أيام. وفي بيان نشر على تويتر في 19 يونيو قالت الجماعة إنه "ما يزال حيا يرزق يصول ويجول في أرض الله". وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن اقتحام فندق راديسون بلو في باماكو يوم الجمعة في عملية مشتركة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وذكرت تقارير أن ما لا يقل عن 27 شخصا قتلوا وأن المسلحين لا يزالون متحصنين في مواجهة القوات الخاصة المالية بعد ساعات طويلة من بدء الهجوم. وشنت جماعة "المرابطون" عدة هجمات في مالي والمنطقة لكن علاقة بلمختار بالقاعدة كانت مضطربة. ولم تعلن جماعته الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية مثلما فعلت جماعة بوكو حرام النيجيرية في مارس. وقال مصدر أمني إن هجوم باماكو قد يساهم في تحويل الانتباه العالمي بعيدا عن الدولة الإسلامية وباتجاه القاعدة. وشن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات منسقة قبل أسبوع في باريس قتل فيها ما لا يقل عن 129 شخصا. وقال جورجي مان أستاذ تاريخ غرب إفريقيا بجامعة كولومبيا في نيويورك إن جماعة المرابطون "فرع من القاعدة تعود جذوره إلى التمرد الجزائري في التسعينات ... تقوم استراتيجيتهم على شن تلك الهجمات الشديدة الإثارة." وأضاف أن أغلب قيادة الجماعة من الجزائر وموريتانيا لكنها ازدهرت في مالي واجتذبت متشددين من دول في غرب أفريقيا منها توجو وبوركينا فاسو وغانا. كانت الجماعة قد نفذت هجوما في غشت على فندق في بلدة سفاري على بعد 600 كيلومتر شمال شرقي باماكو وقتل فيه 17 شخصا بينهم خمسة موظفين في بعثة الأممالمتحدة في مالي. وفي مارس أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجوم على مطعم في باماكو قتل فيه خمسة أشخاص بينهم مواطن فرنسي وضابط أمن بلجيكي. وكان متشددون على صلة ببلمختار قد اقتحموا محطة كبيرة للغاز في صحراء الجزائر في يناير 2013 وقتلوا 40 موظفا في حصار دام أربعة أيام كما ألقي باللوم عليهم في عدة عمليات خطف لأجانب. وجاء أبرز ما حققه بلمختار في 2012 عندما شكل رجاله وأعضاء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تحالفا فضفاضا سيطر على مناطق صحراوية بشمال مالي. وذكرت تقارير أنه قتل في معارك في مالي في 2013. وتشتت المتشددون بعد هجوم فرنسي في يناير 2013 لكنهم واصلوا شن هجمات متفرقة برغم وجود نحو 3000 جندي فرنسي في المنطقة وعدة آلاف من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة في مالي.