دعا البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة مجموع المدراء الجهويين للصحة إلى الاستعداد والانخراط في جميع التدابير الخاصة بالتحضيرات المتعلقة بالحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "كوفيد19"، المزمع الشروع فيها فور توصل المغرب بأولى الجرعات من اللقاح المضاد للفيروس عند انتهاء الأبحاث السريرية حوله وتوفير سبل تسويقه على المستوى العالمي. وتبعا لذلك، أفصح وزير الصحة لمدرائه الجهويين عن التوجيهات الاستراتيجية والخطوط العريضة الخاصة ببرمجة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19 ، وذلك خلال اجتماعه بهم الخميس في مقر الوزارة، إذ أعلن عن ملامح البرنامج التطبيقي للحملة وعن الالتزامات الواجب التقيد بها من قبل المصالح غير المركزية لوزارة الصحة، وفقا لوثيقة التصور العام حول الاستعدادات لتنظيم الحملة الوطنية للتلقيح التي وضعتها وزارة الصحة. وفي هذا الصدد، عبر وزير الصحة على أن عملية مواجهة انتشار عدوى كوفيد 19، تشكل أمرا مستعجلا بالنسبة إلى الصحة العمومية، تعمل وزارة الصحة على الاستجابة له بمختلف الوسائل وضمنها التمنيع بواسطة اللقاح الذي يوجد حاليا في مرحلة التطوير وفي مراحل الأبحاث السريرية. من جهتها، تحدث مصادر طبية ل"الصحراء المغربية"، عن أن الاجتماع المذكور، يندرج ضمن الاجتماعات الخاصة بالاستعدادات المبكرة التي تسبق حملة التلقيح ضد كوفيد 19 في المغرب، في إطار استراتيجية التلقيح التي تستوجب على القطاع وضع العدة لها، من حيث عرض تصور الوزارة لأهداف الحملة وطبيعية ونوع اللوجستيك المعتمد لتنظيم الحملة وبرنامجها. وفي السياق نفسه، اعتبرت مصادر من الأطر التمريضية عن تأييد هذه الاستعدادات بالنظر إلى أن اللقاح يعد طوق الخلاص من توسع انتشار عدوى فيروس كوفيد19 وتوفير مناعة مكتسبة ضده، في ظل عدم توصل الخبراء والعلماء إلى رأي موحد حول عقار علاجي لداء كورونا. واعتبرت هذه الاستعدادات بأنها تستلزم تضافر جهود جميع الأطراف حولها، بالنظر إلى أن ملف اللقاح ضد كوفيد19 يعد قضية وطنية ومن الملفات الحساسة التي يفترض أن تهم الجميع، من أطر قطاع الصحة والمواطنين تفاديا لاستمرار ارتفاع منحنى الإصابات بالفيروس، لا سيما الحرجة التي باتت ترفع نسب الوفيات. وبالموازاة مع ذلك، نوهت المصادر ذاتها بتجربة المغرب في اعتماد مجموعة من التلقيحات في البرنامج الوطني، ما ساهم في القضاء على مجموعة من الأمراض المعدية والفتاكة، سيما في صفوف فئة الأطفال، منذ بداية الستينيات، داعية إلى تنظيم حملة تواصلية مكثفة حول اللقاح لتوعية بأهميته أمام خطورة عدوى الداء. تجدر الإشارة إلى أن الدكتور روبرت كوهن، رئيس "أنفو فاك" في فرنسا، عبر خلال الندوة الافتراضية التي نظمتها الجمعية المغربية للعلوم الطبية، سابقا، بشراكة مع وزارة الصحة، أكد أن خلاصات التجارب السريرية المنجزة حول اللقاح، يرتقب التوصل إليها أواخبر شهر نونبر، بوالتالي لا يمكن الحديث عن توفر جرعات من اللقاح إلى في حدود شهر يناير المقبل، وهو الأمر الذي يدفع بوزارة الصحة إلى التداول والاستعداد حول سيناريوهات التلقيح في المغرب، التي يحتمل معها منح الأولية للأطر الصحية وللمسنين والمصابين بأمراض مزمنة.