شرعت مجموعة من الدول الأوروبية في إجراء تجارب سريرية ترمي إلى التحقق من فرضية نجاعة اللقاح المضاد لداء السل في خفض خطورة الإصابة ب"كوفيد19". ويأتي ذلك على خلفية الدراسات الوبائية التي أجرتها مجموعة من الدول حول وجود علاقة سببية ما بين الوفيات والتمنيع ضد داء السل، والتي كشفت نتائجها الأولية عن أن اللقاح له دور حمائي ضد كل تعفنات الجهاز التنفسي غير الحصرية على فئة الأطفال. وفي هذا الإطار، أفاد البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ بكلية الطب في الدارالبيضاء، طبيب اختصاصي في طب الأطفال، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الدراسات المنجزة، تتحدث عن أن الوفيات في صفوف المصابين ب"كوفيد 19"، من الذين سبق لهم التلقيح ضد داء السل، أقل عددا من تلك المسجلة لدى المصابين الذين م يسبق لهم التمنيع ضد داء السل. وتحدث بوصفيحة عن أن النتائج الأولية لهذه الدراسات، هي ذات طبيعة إحصائية، أفرزتها الأنظمة المعلوماتية التي يعتمد عليها الباحثون في دراسة مجموعة من المعطيات والمتغيرات حول موضوع بحثي معين، لا تكتسب حجية قوية لإثبات وجود علاقة سببية وثيقة بين الخضوع للتمنيع بواسطة اللقاح المضاد لداء السل وارتفاع أو انخفاض الوفيات جراء الإصابة بفيروس "كورونا". وأكد أستاذ الطب ذاته أن الدراسات استندت إلى معطيات ارتفاع الوفيات في الدول التي لا تعتمد على برنامج تلقيح شامل وموسع وعام للقاح بداء السل، حيث يعد الخضوع إليه اختياريا غير اجباري، مثل دول ايطاليافرنسا، لبنان، هولندا وبلجيكا. وفي مقابل ذلك، سجلت وفيات أقل في صفوف المصابين بالفيروس داخل الدول التي تعتمد برنامجا تمنيعيا بواسطة اللقاح المضاد لداء السل، مثل اليابان التي اعتمدت اللقاح منذ سنة 1947، والبرازيل الذي اعتمدته سنة 1920. وذكر أحمد عزيز بوصفيحة إلى أن مجموعة من الدول تجري تجارب سريرية على مهنيي الصحة، إذ تخضعهم للقاح للتأكد من نجاعته، منها استراليا التي وفرت قرابة 4 آلاف جرعة لمهنيي الصحة ولحمايتهم من عدوى فيروس "كوفيد 19". الأمر نفسه بالنسبة إلى هولنداوفرنسا، إذ يرتقب أن يعلن عن نتائج هذه الأبحاث في غضون 3 أو 4 الأشهر المقبلة. يشار إلى أن اللقاح ضد داء السل، يعد إجباريا في المغرب، منذ الشهر الأول من ولادة الرضيع، ويندرج ضمن البرنامج الوطني للتلقيح.