يستعد باحثون من أربع دول، لبدء تجارب سريرية حتى يتأكدوا من النجاعة الممكنة للقاح عمره نحو 100 عام ضد داء السل في الوقاية من فيروس كورونا “كوفيد 19”. وبحسب مجلة “ساينس”، فإن اللقاح المستخدم ضد السل وهو مرض بكتيري، قد يستطيع تعزيز مناعة الإنسان بشكل كبير حتى تصبح قادرة على محاربة الفيروس المسبب لمرض “كوفيد 19″، أو أن اللقاح سيقي من الإصابة بالمرة. وسيجري تقديم هذه الجرعات التجريبية لأطباء وممرضين معرضين بشكل كبير للإصابة بالمرض التنفسي، فضلا عن كبار السن الذين يشكلون أغلب المصابين والضحايا. وجرت الاستعانة بلقاح ضد السل لأن فيروس كورونا يلحق ضررا كبيرا بجهاز الإنسان التنفسي، أو يؤدي إلى إصابته بالتهاب الرئة في الحالات الأشد. ومن المرتقب أن يجري فريق علمي من هولندا أولى هذه التجارب، خلال الأسبوع الحالي، وسيشمل ألف شخص ممن يعملون في الرعاية الصحية. ويأخذ المشاركون في هذه التجربة، عينة من لقاح يعرف في الوسط الطبي ب”سي بي جي” ويستخدم في الأصل للوقاية من السل. ويحاول العلماء الاستفادة من اللقاحات الموجودة من أجل مكافحة وباء كورونا، لأن تطوير لقاح خاص ب”كوفيد 19″ يتطلب انتظار مدة تتراوح بين سنة و18 شهرا. ويعزو الباحثون هذا التأخير إلى حاجة أي لقاح لمدة اختبار كافية، لأجل رصد أي مضاعفات جانبية سيئة، رغم تفاقم الأوضاع. وتساعد اللقاحات في العادة جسم الإنسان على التصدي لمرض محدد، من خلال مواجهة الأجسام المضادة المرتبطة بنوع واحد من الفيروسات. لكن اللقاح الذي سيخضع للتجربة في هولندا قد يقوي الجهاز المناعي أيضا ويجعله قادرا على التصدي لأمراض أخرى غير السل. وفي وقت سابق، أكد العالمان الدنماركيان بيتر ابي وكريستين ستابيل، أن لقاح “بي سي جي” يقي من الإصابة بكثير من الأمراض المعدية، خلال السنة التي تلي تقديم جرعة منه. وفي سنة 2014، أظهرت دراسة طلبتها منظمة الصحة العالمية، أن اللقاح خفض معدل الوفيات وسط الأطفال بشكل كبير، لكن مراجعة في 2016 أوصت بالمزيد من التجارب.