أبرز خبراء في الإعلام والاتصال في المجال الصحي في المنطقة العربية، في ندوة تكوينية للإعلاميين حول "مكافحة المعلومات المضللة والتضليل في سياق فيروس كرونا المستجد"، خطورة المعلومات المغلوطة والشائعات في ظل جائحة "كوفيد-19" وتأثيرها على سلامة المواطنين وعلى الإجراءات التي تتخذها الدول للتصدي لهذه الجائحة، وأنها تؤدي إلى تفاقم الأزمة. وأكد المتخلون، خلال هذه الندوة الافتراضية، التي نظمها مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية ومركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة، مساء أول أمس الأربعاء، بتعاون مع مركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت المصدر الرئيسي للمعلومات المضللة، الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للإعلاميين. وأطلق المتخلون على المعلومات المضللة "وباء المعلومة"، مؤكدين أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الإعلاميين من حيث كيفية الوصول إلى المعلومة الصحيحة والتأكد من مصدرها، ومحاربة المعلومات المغلوطة. وفي هذا الصدد، وأفادت الدكتورة داليا سمهوري، مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، أن كيفية إيصال المعلومة الصحيحة في الوقت الصحيح للمتلقي تعتبر عاملا مكملا للإجراءات التي تقوم بها الدولة للسيطرة على الوباء، مؤكدة أن السيطرة على "وباء المعلومة" لا يمكن أن ينجح إلا بتظافر جهود الجميع كل من موقعه، حكومات ومجتمع مدني وإعلاميين وغيرهم. وأشارت الدكتورة سمهوري إلى أن منظمة الصحة العالمية وضعت إطارا لمكافحة المعلومات المضللة، من بينها مساعدة الدول التي لديها ميكانيكية واضحة حول كيفية التعامل مع هذه المعلومات المغلوطة ومع الخدع المضللة، مشيرة إلى المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الإعلاميين من حيث التأكد من مصدر المعلومة الصحيحة ومحاربة "وباء المعلومة". من جهته، قال الدكتور عصام نصر سليم عميد كلية الإعلام بجامعة الشارقة بالإمارات " إن العالم الافتراضي أصبح مكتظا بالمعلومات المضللة والتي قد تضر بالكثير من المصالح خاصة التأثير السلبي على الشباب، مشيرا إلى أن سلامة المواطنين في حالة الطوارئ الصحية أصبحت تتعرض للخطر بسبب المعلومات المغلوطة والتي تعرقل في الوقت ذاته عمل الإعلاميين. وأشار الدكتور نصر سليم إلى وجود عدد من المبادرات لمكافحة المعلومات الخاطئة في ظل جائحة "كوفيد-19" بعدد من الدول، منها مبادرات تتعلق بالتكنولوجيا الناشئة لمعالجة المعلومات، حرمان بعض الناشرين من عائدات الإعلانات التي تستند إلى النقرات، حلول تكنولوجية للتحقق من المحتوى، وتمويل مبادرات تدمج بين الصحافة والتكنولوجيا والبحث العلمي. وعلى مستوى غرف الأخبار والصحافيين، يشترط تعزيز الجودة، وتعزيز الصحافة الأخلاقية الخاضعة للمساءلة والمبنية على الأدلة، والتحقق من البيانات والمصادر والصور الرقمية. وفي مداخلة لها بالمناسبة، أكدت شرين شريف عن ( برامج راديو بي بي سي العربية- منتجة ومقدمة بودكاست، لندن، المملكة المتحدة ) أن موضوع المعلومة المضللة يشكل تحديا للجميع وللصحافيين بشكل خاص، مشيرة إلى أن انتشار المعلومة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مصدرا لبعض الناس خاصة تويتر لأنه سهل التداول من حيث المعلومة. وأضافت شرين شريف أن المعلومات المغلوطة خطيرة جدا وأنها تحصل عبر العالم رغم الجهود التي تبذلها الدول والحكومات والإعلام للتصدي لها، مؤكدة أنه يجب على الإعلامي عدم تصديق أية معلومة قبل التأكد من صحتها. وقد شارك في هذه الندوة الافتراضية إلى جانب خبراء في الإعلام والاتصال في المجال الصحي في المنطقة العربية ممثلون عن منظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى.