أطلقت وزارة الصحة خطة مراقبة خاصة بتتبع انتشار فيروس "كوفيد 19" بين السكان، مبنية على المراقبة السيرولوجية للعدوى، ترمي إلى قياس معدل المناعة لدى الأشخاص ضد عدوى "كوفيد 19"، وتتبع درجة انتشار الفيروس وتقييم أثر تدابير اليقظة الوطنية الخاصة بتوسع الوباء. وتعتمد هذه المبادرة على إجراء الاختبارات السيرولوجية أو السريرية لفائدة فئة معينة من المواطنين، الأكثر تعرضا لعدوى الفيروس والأكثر تهديدا به. ويندرج ضمن هذه الفئة، مرضى السكري وارتفاع الضغط الدموي، والأشخاص الذين يفوق عمرهم 60 سنة، والمصابون بالأمراض المزمنة والقصور الكلوي والأمراض التنفسية، كما تهم المراقبة السيرولوجية مهنيو الصحة والأشخاص داخل المؤسسات الإصلاحية والعائدون والمغاربة المقيمون في الخارج. وفي هذا الصدد، وجهت وزارة الصحة مذكرة حول الموضوع إلى المدراء الجهويين للصحة ومدراء المراكز الاستشفائية الجامعية لأجل ملاءمة الاستراتيجية مع المعطيات الوبائية للفيروس، مذكرة بأن المراقبة السيرولوجية تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بالمراقبة الوبائية للفيروس والمبنية على كل من التحاليل السريررية والفيروسية، والتي يجب أن تهم تغطية جغرافية واسعة للفئات الأكثر عرضة، باستعمال الاختبارات الجديدة المناعية السريعة بهدف المراقبة السيرولوجية للوباء. وتفيد وزارة الصحة أن مراقبة الفيروس عبر الاختبارات السيرولوجية، تندرج ضمن مخطط المغرب لمواجهة جائحة "كوفيد 19"، المبنية على التكفل ومواجهة توسع انتشار الفيروس والتواصل واليقظة والمراقبة الوبائية، وفي إطار مسار رفع الحجر الصحي، وأعمال الكشف المبكر عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ومراقبة المخالطين. وتنسجم هذه الاستراتيجية أيضا مع ما هو معمول به في باقي دول العالم، حيث تضع الدول نظام تدابير وقائية للصحة العمومية والاجتماعية لأجل التحكم في انتشار الفيروس وتوجيه تدابير مقاومته لاستئناف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية. وتبعا لذلك، تنبني هذه الاستراتيجية على استعمال الاختبارات السريرية الرامية إلى مراقبة الوباء لفهم أكثر لعدد الإصابات المرتبطة ب"كوفيد 19" وسط السكان، إذ أن مراكز المراقبة والوقاية من الأمراض توصي بتبني استراتيجية عامة مبنية على المراقبة السيرولوجية للفيروس لأجل التعرف أكثر على الأشخاص المصابين بعدواه وفهم طريقة انتقاله بين السكان.