نظمت جمعية بلا حدود بآزرو أخيرا، حلقتها السابعة من برنامج لقاءات من خلال صفحتها على الفايسبوك، والتي خصصت لموضوع "مستقبل المغرب السياسي بعد جائحة كورونا، وانتخابات 2021". شارك في هذا اللقاء كل من محمد الحجيرة الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاسمكناس، ومحمد نوفل عامر عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، وكان من المنتظر أن يشارك محمد أوزين عضو اللجنة المركزية لحزب الحركة الشعبية، لكنه اعتذر في آخر لحظة لعارض طارئ. وأكد لحسن حاجي، نائب رئيس جمعية بلا حدود بآزرو، ومسير اللقاء، أن هذا اللقاء استهل بالحديث عن دور المؤسسات الحزبية في الأزمات الإجتماعية (كورونا نموذجا)، وكيف أن كثيرا من المتتبعين يسجلون تراجعا كبيرا لدور الأحزاب السياسية خلال هذه الأزمة، غير أن الضيفين المشاركين أكدا على أن الأحزاب السياسية المغربية سواء في المعارضة أو الأغلبية كان لها حضور وازن في ظل جائحة كورونا، سواء تعلق الأمر بالمساهمة المادية في صندوق مكافحة جائحة كورونا أو من خلال تقديم المذكرات والتوصيات إلى الحكومة، غير انه عاب على الإعلام العمومي تقصيره في فتح المجال أمام الاحزاب السياسية للمساهمة في عملية التحسيس والتوعية، مع العلم أن رئيس الحكومة كان قد اجتمع بهذه الأحزاب في خطوة منه لإشراك كل الفاعلين في التصدي للجائحة، لكن ذلك لم يستثمر على الوجه المطلوب من الناحية الإعلامية، وفي علاقة بهذا المجهود الوطني المميز للمغرب في التصدي لهذه الأزمة، نوه المتدخلان بالتجربة المغربية في تدبير أزمة كورونا، وبالإجماع الوطني الذي أبان عن تفرد الشعب المغربي في مواجهة الأزمات الخارجية، وكذا الامتداد الإفريقي الذي كرسته المملكة في وقوفها مع الأشقاء الأفارقة في مجابهة هذا الوباء. وقال حاجي مسير اللقاء ل"الصحراء المغربية"، إن محمد الحجيرة أكد في جوابه على سؤال يتعلق بواجب الأحزاب في تأطير المواطنين والمواطنات، على أن الفصل السابع من دستور2011 كان واضحا في تحديد أدوار الأحزاب السياسية، فهي معنية بتأهيل المشهد السياسي، وبتأطير المواطنات والمواطنين، وتعزيز انخراطهم في تدبير الشأن العام وبالتالي فالحديث عن أدوار المؤسسات الحزبية هو حديث عن تعاقد بينها وبين المواطن، ومن هنا دعا المتدخل إلى ضرورة تجاوز منطق العائلة في الأحزاب، والانفتاح على الكفاءات الحزبية الجديدة من الشباب والنساء، وهو ما سيعطي للعمل السياسي قيمته، ويعيد إليه الثقة المفقودة، وهو الأمر الذي زكاه نوفل عامر الذي أشار إلى أن الأحزاب السياسية تعتريها جملة من الأعطاب خاصة على مستوى بناء النخب، والاستثمار في الرأسمال البشري. أما في المحور المتعلق بالمستقبل السياسي لمغرب ما بعد كورونا، فقد تناول المتدخلان هذا الموضوع من زاوية الأمل في غد سياسي مشرق تدعم فيه الأحزاب بناء الصرح الديمقراطي من خلال تقديم نخب ذات مصداقية، وقادرة على تحمل مسؤولية الخروج بالمغرب من الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا، وفي هذا الإطار دحض الحجيرة الموقف القائل بضرورة العودة إلى حكومة كفاءات غير حزبية، لأن ذلك من شأنه أن يردنا سنوات طويلة إلى الخلف، ويضرب في العمق المكتسبات الديمقراطية التي حققها المغرب، وفي علاقة بالموضوع ذاته ذكر محمد نوفل عامر بالتجارب الفاشلة للتكنوقراط في التدبير السياسي، مشيرا إلى أن الاعتماد على التكنوقراط يضرب في العمق الخيار الديمقراطي لبلادنا، ويجعل مبدأ المحاسبة والمساءلة حبرا على ورق. وأشار لحسن حاجي، أن محمد نوفل عامر دعا إلى ضرورة الحرص على التقارب السياسي في المشهد السياسي القادم، والعمل على إعداد أجندة تقوم على التقائية السياسات العمومية، ومحاربة الريع السياسي من داخل الأحزاب السياسية، وتعزيز الثقافة السياسية، وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي دعا عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال إلى ضرورة الاهتمام بالقضايا الملحة خاصة التشغيل ودعم الاقتصاد الاجتماعي، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة المتضررة من الجائحة، وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن المغربي، والخفض من معدل الفقر، وبالتالي تقوية التماسك الاجتماعي، والتقليص من الفوارق المجالية بين المناطق. وفي ختام هذا اللقاء، دعا الفاعلان السياسيان محمد الحجيرة ومحمد نوفل عامر جميع المغاربة إلى التكتل من أجل بناء مغرب الفرص ومغرب الديمقراطية والحداثة والإرادة الجماعية في التغيير.