عاش قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي ابن زهر المعروف ب"المامونية" بتراب مقاطعة مراكشالمدينة، أمس الأربعاء، حالة استنفار في أوساط مختلف الأطر الطبية، بعد استقباله لأزيد من 30 شخصا أصيبوا بحالة تسمم جماعي بعد تناولهم الوجبة الشعبية "الخبزة العجيبة" لدى بائع مأكولات خفيفة بدوار الهنا بالجماعة الترابية تسلطانت ضواحي مراكش. وحسب مصادر مطلعة، فإن الوجبة الشعبية المعروفة بمراكش ب"الخبزة العجيبة"، وهي عبارة عن خبزة يتم حشوها بالبطاطس المسلوقة، المورتدلا، الجبن، قطع الزيتون، والمايونيز، تسببت في تسمم أزيد من 30 شابا، بعد ظهور مجموعة من الأعراض عليهم كمغص حاد وحالات تقيؤ. وأضافت المصادر نفسها، أن المصابون الدين تتراوح أعمارهم مابين 20 و30 سنة غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، بعد إحالتهم على قسم الأمراض التعفنية ووضعهم تحت المراقبة الطبية لتتبع حالتهم الصحية، في الوقت الذي فتحت فيه الجهات المختصة تحقيقا في الموضوع لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حالات التسمم المذكورة، قبل تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. وأوضحت المصادر ذاتها، أن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي تسلطانت، أوقفت بائع "الخبزة العجيبة"، ليتم الاحتفاظ به رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، في انتظار عرضه أمام العدالة. وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها الجهات المختصة، أن الضحايا تناولوا "الخبزة العجيبة"، التي يتم بيعها بأثمنة تتراوح مابين خمسة وستة دراهم، ليجري أخد عينة منها لإجراء تحاليل عليها والتأكد من سلامتها في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية. وشهدت "الخبزة العجيبة" خلال السنوات القليلة الماضية، انتشارا واسعا بمعظم الأحياء الشعبية بمراكش، حيث تباع لدى بائعي المأكولات الخفيفة المتجولين بالشارع العام في ظل غياب وسائل حفظ المواد الغذائية المستعملة فيها خاصة "المورتدلا" و"المايونيز"، في الوقت الذي يطالب المجتمع المراكشي من المسؤولين عن دوريات حماية المستهلك بضرورة التحرك لتكثيف المراقبة على السلع والمنتوجات الغذائية التي يكثر الإقبال عليها للتأكد من سلامتها وجودتها. وسبق لهذه الأكلة، أن تسببت السنة ماقبل الماضية في تسمم حوالي 120 شخصا، ضمنهم 20 مصابا كانت حالتهم الصحية جد خطيرة، إلا أن الأطقم الطبية بمستشفى ابن زهر تمكنت من إنقاذ حياتهم، فيما اضطرت إلى نقل طفلة لا يتجاوز سنها 09 سنوات إلى المستشفى العسكري ابن سينا بالرباط، بعدما تفاقمت حالتها وتلوثت دمائها.