تسبب أستاذ يبيع «البوكاديوس»، خلال أوقات فراغه، في تسمم حوالي 60 شخصا، بينهم أطفال بمراكش. وحسب معلومات حصلت عليها الجريدة، فإن حوالي 46 شخصا نقلوا إلى مستشفى ابن زهر، المعروف ب»المامونية»، مساء يوم الجمعة الماضي، بينما توجه 14 آخرون إلى بعض المصحات الخاصة، بعد إصابتهم بتسمم جراء تناولهم ل»بوكاديوس» معروف ب «الخبزة العجيبة» بمنطقة سيدي يوسف بنعلي. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها الجريدة، فإن بائع مأكولات خفيفة بملتقى درب البراكة، ودرب الزاهيري، بحي سيدي يوسف بنعلي، تسبب في إصابة حوالي 60 شخصا، بحالة تقيؤ ووجع شديدين، إضافة إلى إصابة بعضهم بإسهال، وارتفاع درجة حرارة بعض الأطفال، مما عجل بنقلهم صوب مستشفى ابن زهر، الذي قرر القائمون عليه، توزيع المصابين، الذين بدأ يتزايد عددهم منذ وصول الحالة الأولى، بين المستشفى الجامعي محمد السادس، ومستشفى ابن طفيل (سيفيل). وأوضحت مصادر للجريدة أن الطاقم الطبي الذي أشرف على استقبال المصابين بالمستشفيات الثلاثة، أجرى عملية غسل معدة أغلب المصابين، وتزويدهم ببعض الأدوية، التي من شأنها ضخ مناعة للجسم، بعد أن أكدت الفحوصات، التي أجريت لهم، أنهم تناولوا وجبة أكل مسمومة. وفي الوقت الذي غادر عدد كبير من المصابين المستشفيات، كشفت مصادر الجريدة أن عددا من الضحايا، احتفظ بهم داخل مستشفى «المامونية»، وابن طفيل، ومحمد السادس، نظرا لخطورة وضعهم الصحي، مشيرة إلى أن أغلب الذين يرقدون في المستشفيات المذكورة هم أطفال من الجنسين. ومن بين أخطر الحالات التي استقبلها مستشفى ابن زهر وأحالها على مستشفى محمد السادس للأم والطفل، حالة طفلة في عقدها الأول التي مازالت ترقد داخل غرفة الإنعاش، بعد أن أصيبت بتسمم حاد، جراء وجود مواد غير صحية، في الأكل، بحسب التحريات الأولية. وفور توافد عدد كبير من الضحايا على المستشفيات الثلاثة، تلقت المصالح الأمنية معلومات تفيد تعرض عدد كبير من المواطنين لتسمم جراء تناولهم لأكلة سريعة، تباع ابتداء من 5 دراهم بمنطقة سيدي يوسف بنعلي، لتباشر المصالح المعنية بحثها عن صاحب العربة، التي تبيع «الخبزة العجيبة»، المكونة من «الكاشير»، والبطاطس، و»المايونيز»، والأرز، حيث قامت بتوقيفه على الفور، وحجز المواد الموجودة في عربته، في وقت غاب دور المكتب الصحي البلدي، الذي من المفترض أن يقوم بمراقبة المأكولات المعروضة للبيع. وصدم عناصر الشرطة القضائية، الذين باشروا التحقيق مع صاحب العربة المجرورة، عندما تبين لهم أن الموقوف هو أستاذ بنيابة مراكش، يقوم ببيع الوجبات الخفيفة خلال وقت فراغه وانتهائه من حصصه الدراسية. وأوضح الأستاذ الموقوف خلال مرحلة التحقيق معه، أنه يقوم ببيع المأكولات الخفيفة منذ سنوات، من أجل «غلبة الزمان، الذي لا تكفيه أجرة واحدة».