بدت خريبكة في الأيام الأولى من المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، على غير عادتها، حركة دؤوبة ونشاط تجاري واقتصادي ملحوظ، بعد أن عادت الحياة إلى جل القطاعات الحيوية بالمدينة، كالصناعة التقليدية، والتجارة بكل أنواعها، والخدمات. وفي جولة استطلاعية صباحية، تحدثا "الصحراء المغربية" إلى عدد من الحرفيين والمهنيين وأصحاب مقاهي والمطاعم، وصالونات للحلاقة، ومن بينهم عصام عدلي، المشرف على مقهى "جيرون"، وهو رياضي معروف بالمدينة، الذي أكد احترام فضاءه لكل الإجراءات التي قررتها وزارتي الصحة والداخلية، ومنها على الخصوص عدم تجاوز 50 في المائة من طاقة المقهى، وتعقيم كافة الطاولات والكراسي والأبواب الزجاجية، ووضع الكمامات رهن إشارة الزبائن، كإجراء احترازي، وتوفير المواد الخاصة بالنظافة وتعقيم اليدين. وأضاف أنه واع بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كمسؤول ومشرف على المقهى، وهو حريص على صحة الزبائن، وهو الأهم بكل تأكيد. وقال أحمد، صاحب محل للحلاقة، إنه استعد جيدا لاستئناف عمله كحلاق له سمعته واسمه، موضحا أنه بخصوص عدد الأشخاص المسموح بهم داخل محله، أي 50 في المائة، أنه لا يستقبل أكثر من زبونين، واحد يحلق له، والآخر ينتظر دوره، في حين يستقبل مكالمات الزبائن عبر الهاتف، يخبرهم بموعد استقبالهم، بعد أن يفرغ من الزبون الأول، ويبدأ في العمل مع الزبون الثاني الذي كان ينتظر، مستخدما، بعد عملية التعقيم، المقص والموس وماكينة خاصة لقص الشعر أو تخفيفه أو شذب اللحية أو قصها. كما أكد لنا حرصه على تنظيف وتعقيم أدوات الحلاقة كل مرة، وغسل وتصبين المناديل والبدلات وعرضها لأشعة الشمس قبل أن يستعملها مرة ثانية. وفي شارع الروداني، حيث توجد أهم المطاعم، والشوايات بالخصوص، أكد لنا عبد الرحيم تاقي، مهاجر سابقا بالديار الإيطالية، وصاحب شواية، أنه استعد منذ أسبوع تقريبا، عبر تنظيف وتعقيم محله، ووضع طاولات أقل من المعتاد، أي نصف عدد الأشخاص الذين كان يستقبلهم سابقا قبل جائحة "كورونا"، ووضع إشارات حمراء للمرور، ورسم المسافات الضرورية بين الطاولات، وتجهيز المطبخ بشكل أنيق، وتوفير مواد التنظيف بوفرة، وحث العاملين على وضع الكمامة والقفازات واستشعار الزبائن بما يلزم لتطبيق الشروط التي أقرتها وزارة الصحة والداخلية، والحرص على النظافة واستقبال الزبائن أحسن استقبال. وبدت كل المطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة، نشطة بشكل لافت، حيث بدأت تعد الأكلات في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي، كما فتحت المقاهي أبوابها منذ الساعات الأولى من فجر اليوم نفسه، وشرعت في تقديم الفطور للزبائن الذين يتوجهون إلى مقرات عملهم، وهو الأمر الذي لم يكن متاحا لهم في زمن الحجر الصحي. ولوحظ أيضا حركة لنساء ورجال يرتدون البدلات الرياضية متوجهين إلى الغابة الموجودة في مدخل المدينة ونحو الملعب البلدي للممارسة الرياضة.