بانتظار كبير وترقب شديد ، تستعد مدينة مراكش، التي لازالت تسجل المزيد من المصابين في فيروس كورنا المستجد والتي جعلها تصنف في المنطقة الثانية، للولوج للمرحلة الثانية من "مخطط تخفيف الحجر الصحي"، أملا في استعادة بشكل تدريجي للحياة العادية التي تجعل ساكنة المدينة مفعمين بالحياة والنشاط . ولم يكن الحجر الصحي مجرد إجراء وقائي، أو سلاح في معركة مع عدو خفي لا يستسلم بسهولة، وإنما تجربة إنسانية حية عاشها سكان المدينة الحمراء في الزمان والمكان في ظروف متفاوتة وشروط غير متساوية، تجربة يختلط فيها الخوف بالأمل، والشعور بالرتابة بالرغبة في تحدي الأسوأ، وتقدير الحرية الصغيرة التي تنتعش في التفاصيل العادية للعيش اليومي في قلب التنازل الاستثنائي عنها. وكان الحجر الصحي تجربة فعلية لسكان مراكش، لاكتشاف قيمة حياتهم واختبار القدرة على المقاومة. ويطرح عدد المصابين كل يوم بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"بمراكش، العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية،لهذا الارتفاع النسبي لعدد المرضى بهذا الداء، رغم الاجراءات المتخذة لتفادي انتشار هذه الجائحة وتقليص أثرها السلبي سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي. ويحرص المراكشيون، الذين يمنون النفس في خلو المدينة من هذا الوباء، على متابعة كل يوم المستجدات الصادرة عن وزارة الصحة حول الحالة لوبائية بالمغرب وعلى الخصوص بمدينة النخيل، وأيضا المعطيات الصادرة عن المندوبية الجهوية للصحة في هذا الشأن، أملا في خلو المدينة من هدا الوباء والتحكم في العوامل المؤدية لتفشي هذا الوباء، والكامنة على الخصوص في البؤر العائلية والمخالطين للمصابين بالإضافة إلى بعض البؤر الصناعية المحدودة. وكانت الساكنة المحلية تتطلع للقضاء على انتشار هذا الداء وخلو المدينة منه، في متم شهر ماي ومستهل شهر يونيو الجاري، حيث بلغت نسبة التعافي من هذه الجائحة في فاتح من الشهر الجاري 6, 93 في المائة بجهة مراكش اسفي، بتسجيل حسب المعطيات الصادرة عن المديرية الجهوية للصحة، 34 مريض فقط يعالجون من هذه الجائحة بمستشفيات مراكش وخلو باقي أقاليم الجهة. لكن عدم التقيد بالتدابير المتخذة في هذا الشأن، من جهة، وتكثيف من التحاليل للمخالطين، ساهم في ارتفاع جديد لعدد المصابين خاصة بمراكش التي وصل عدد الاشخاص الذين يتلقون العلاجات الضرورية يوم 23 يونيو الجاري في حدود الساعة السادسة مساء، 134 شخص ، و53 شخصا بإقليم اسفي و17 شخصا بإقليم الحوز، أي بنسبة تعافي على مستوى الجهة حدد في 2, 86 في المائة. وأوضح عزالدين العطراوي أحد الفاعلين الجمعويين بالمدينة العتيقة لمراكش، في حديث ل"الصحراء المغربية" أن طاقم من مهنيي الصحة يقوم بإجراء تحاليل مكثفة لفائدة قاطني بعض الأحياء بالمدينة القديمة داعيا إلى تنزيل تطبيق " وقايتنا" للمساهمة في احتواء الفيروس والمساعدة في التعرف على المخالطين لضمان تكفل سريع والحد من انتشار الفيروس. وحسب عدد من المتتبعين لتطور هذا الفيروس بعاصمة النخيل، فإن الساكنة المحلية خاصة بالأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة والمتشبعة بقيم التضامن والتآزر على غرار باقي المدن المغربية، مدعوة وبإلحاح، على احترام كل الإجراءات التي اتخذتها السلطات المعنية من أجل الحد من انتشار هذا الوباء وتجاوز هذه المرحلة بإصابات محدودة العدد. ولضمان إنجاح مخطط التخفيف من تدابير الحجر الصحي، وتفاديا لظهور بؤر جديدة أو انتشار الفيروس في أماكن متفرقة أو دخوله إلى مناطق خالية منه، دعا محمد البنا (66 سنة) أحد سكان المدينة العتيقة جميع المواطنات والمواطنين مواصلة الالتزام والتقيد الصارم بكافة القيود الاحترازية والإجراءات الصحية المعمول بها (ارتداء الكمامات، التباعد الصحي، وغيرها من الإجراءات الوقائية).