أكد المشاركون في الدورة الأولى من ملتقى الشباب والتنمية، خلال لقاء تفاعلي عبر صفحة الفايسبوك، أن المجتمع المدني في إفريقيا يواجه إكراهات مرتبطة، على الخصوص، بتمويل المشاريع وصون الاستقلالية إزاء الدولة والجهات المانحة، مشيرين إلى أن المبادرات الجمعوية في إفريقيا تظل، في أغلب الحالات، رهينة بالدعم المالي لهيئات التعاون الدولي. وأوضح المشاركون في هذا اللقاء الذي نظم عن بعد حول موضوع" "موقع الشباب الإفريقي في النماذج التنموية تجارب و مساهمات"، أن الجمعيات الإفريقية تجد نفسها مجبرة على ملائمة مشاريعها مع طلبات العروض المعدة من طرف الجهات المانحة عوض البحث عن ممولين يتقاسمون نفس الأهداف، وذلك في غياب مخططات إستراتيجية على المدى الطويل. وفي هذا السياق، دعا مختلف المتدخلين الجهات المانحة إلى تكييف برامجها مع الأولويات والخصوصيات المحلية للدول الإفريقية، مشيرين إلى توجه منظمات المجتمع المدني الإفريقية نحو الدعم المالي للدول المتقدمة. وأجمعت مداخلات المشاركين أن جمعيات المجتمع المدني الإفريقية أضحت، خلال السنوات الأخيرة، قوة كبيرة في الاقتراح والتأطير كما هو الشأن بالنسبة للأحزاب السياسية والنقابات. وأكدوا أن التحول الرقمي أتاح للجمعيات الإفريقية انفتاحا أكبر على الخارج، وتقاسما للتجارب والخبرات، وتقوية للشبكة بين مختلف مكونات المجتمع المدني. وانكب المشاركون أيضا، على استعراض مختلف الإكراهات التي تواجهها الجمعيات الإفريقية، من ضمنها الولوج إلى معلومة إحصائية محينة من شأنها أن تمكن من صياغة مشاريع للتنمية، والصعوبات المتصلة بتنزيل المشاريع، إلى جانب الاختلالات في مجال بعض التشريعات الإفريقية التي قد تمثل "حاجزا" أمام المجتمع المدني في مجال تجسيد وتطوير المشاريع. وتضم فقرات هذا الملتقى، المنظم من قبل جمعية مجلس دار الشباب رحال بن أحمد وجمعية أصدقاء المدارس ومركز القاضي عياض للتنمية خلال الفترة الممتدة ما بين 2 و10 يونيو الجاري، حلقات نقاش بين شباب من مختلف الميادين والمجالات، والتي تهتم بقضايا التنمية المستدامة البحث العلمي، المجتمع المدني والسياسي، الثقافة والإعلام والهجرة وغيرها. ويسعى هذا الحدث إلى تبادل التجارب ومناقشة الفرص المتاحة للمساهمة كشباب وفاعلين في إغناء النقاشات الوطنية، والخروج بأفكار وتوصيات بغية الترافع على مجموعة من القضايا التي تهم الشباب في السياسات العمومية. وتشمل محاور الملتقى مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية تهم على الخصوص "الابتكار والبحث العلمي وقضايا الهجرة" و"المجتمع المدني وقضايا التنمية بإفريقيا" و"المشاركة السياسية للشباب الإفريقي" و"التنمية المستدامة بإفريقيا: الفرص والتحديات". وحسب المنظمين، فإن القارة الإفريقية تعد القارة الأولى في العالم من حيث نسبة الشباب ضمن إجمالي السكان، حيث تصل نسبة من هم دون 25 سنة قاريا إلى نحو 60 في المائة. ومن ثم، يمثل الشباب شريحة مهمة لتدعيم رأس المال البشري في القارة، ورغم ذلك تفتقر نسبة كبيرة من الشباب الإفريقي إلى التعليم والتكوين. وأضافوا أن نحو 162 مليون من الشباب في إفريقيا جنوب الصحراء يعيشون بأقل من دولارين يوميا، كما أنهم يمثلون الشريحة الأكثر تهميشا في ما يتعلق بالمشاركة السياسية والعمل. وأشاروا إلى أن المشاكل والتحديات العديدة التي يتعرض لها الشباب الإفريقي، ناشئة عن الولوج المحدود إلى الموارد، والرعاية الصحية، والتعليم، والتدريب والتشغيل، إضافة إلى الفقر، والجوع، وأشكال متعددة ومتشابكة من العنف والتمييز، وانتشار الأمراض والأوبئة”. وعلى الرغم من هذه التحديات والمشاكل، فإن عزيمة الشباب الإفريقي وهمته “كبيرة جدا” لتذليل هذه العقبات، والتغلب عليها بالنظر لقوتهم الفاعلة في بناء وتنمية الوطن، والوصول به إلى مشارف الدول المتقدمة.