أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ، مونية بوستة، اليوم السبت بباريس، على اهمية جعل الفضاء الفرانكوفوني، رافعة للتعبئة من اجل ترجمة تحديات التنمية المستدامة الى فرص حقيقية لتنمية وعصرنة الاقتصادات والمجتمعات الفرانكوفونية . واعربت بوستة في تدخل لها خلال النقاش العام المنظم في اطار الدورة ال34 للمؤتمر الوزاري للفرانكوفونية المنعقد تحت شعار » الاقتصاد الازرق، الاقتصاد الاخضر: محركان جديدان لخلق الثروات، والاندماج الاجتماعي والتنمية المستدامة » ، عن اقتناعها بان الفضاء الفرانكوفوني بامكانه توفير بيئة لتحفيز ومصاحبة مثل هذه المبادرات ، حول مشاريع ملموسة خلاقة للقيم، من شأنها تعبئة شركاء ومانحين اخرين. ودعت ايضا الى خلق ارضيات لتبادل التجارب والخبرات، والمصاحبة من اجل تطوير الكفاءات وتعبئة التمويلات المناسبة،وتوحيد فضاءات الشباب والشركات الناشئة بالبلدان الفرانكوفونية. واضافت كاتبة الدولة ان اللغة والثقافة ، عاملان اساسيان لتحقيق التنمية،مبرزة ان الاستثمار في التنوع الثقافي والحوار بين الاديان يسهم في « تعزيز هوياتنا والنهوض بالتنمية الفكرية والابتكار والابداع ». وقالت ان الاستثمار في التنوع الثقافي مرادف للتصدي للتطرف، وانحرافات الانطواء على الذات والتعصب،كما يسهم في النهوض بمجتمع قوامه احترام الهويات والانفتاح والحوار، داعية في هذا الصدد البلدان الفرانكوفونية الى تقاسم تجاربها،لا سيما ان التزام المنظمة الدولية للفرانكوفونية يكتسي اهمية قصوى من اجل خلق دينامية حقيقية على المستوى الدولي. واكدت بوستة من جهة اخرى ان افريقيا تتوفر على ساكنة هي الاكثر شبابا في العالم ، مشددة على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان استثمار هذا المؤهل بشكل مستدام وفاعل بما يجعله محركا حقيقيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كفيل برفع كل التحديات التي تواجهها القارة. وذكرت في هذا السياق بانه على غرار العديد من البلدان الافريقية ،وضع المغرب عدة برامج لمصاحبة الشباب ، مشيرة الى ان الامر يتعلق بانشغال دائم في حاجة الى اهتمام متجدد كما تم التأكيد على ذلك في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي دعا في افتتاح الدورة البرلمانية لهذه السنة الى اعتماد سياسة مندمجة موجهة للشباب تتمحور بشكل اساسي حول التكوين والتشغيل من اجل اقتراح حلول واقعية للمشاكل الحقيقية للشباب. من ناحية اخرى اشارت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ،الى انه يتعين على بلدان الفضاء الفرانكوفوني ايلاء اهمية قصوى للقضايا المرتبطة بالاصلاحات الديموقراطية، والنزاعات الاقليمية،وقضية الهجرة، والتصدي للارهاب، والتطرف العنيف والعنف ضد النساء. ويبحث الوزراء المشاركون في المؤتمر الذي ترأسه مدغشقر ،و يستمر يومين مختلف النقط المتضمنة في جدول الاعمال، خاصة القضايا السياسية والاقتصادية الراهنة. يشار الى ان المؤتمر الوزاري للفرانكوفونية ، كان مسبوقا بانعقاد الدور ال102 للمجلس الدائم للفرانكوفونية.