أحاط سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عموم المواطنين بمستجدات تدبير جائحة كورونا، نافيا الإشاعات الرائجة بخصوص استفادة أرباب مؤسسات التعليم الخاص من صندوق تدبير جائحة فيروس كورونا المستجد. وبدد رئيس الحكومة، أثناء مروره التلفزي في لقاء خاص بثته القنوات العمومية ليلة أمس الخميس، شكوك المواطنين حول الموسم الدراسي. وشدد على استكمال الموسم الدراسي إلى نهايته وفق تصور خاص يتم التفكير فيه حاليا. ودعا المواطنين إلى الصبر والتعبئة للخروج بسلام من هذه المحنة. وقال رئيس الحكومة، في تقييمه لتجاوب المواطنين مع كافة التدابير المتخذة للحد من انتشار الفيروس، "هذه ملحمة صنعها الشعب المغربي بقيادة جلالة الملك، ووفق التوجيهات السامية وتضامن الشعب المغربي، حيث استطعنا تجنب الأسوء"، مؤكدا التحكم في الوضعية الوبائية، وتسجيل تحسن في عدد من المؤشرات، مستدلا بذلك بارتفاع عدد الأشخاص المتعافين من الفيروس، حيث أصبح أكبر من عدد حالات الإصابة الجديدة، إضافة إلى أن أكثر من 92 في المائة من الإصابات بالفيروس هي إصابات حميدة وبسيطة، مع وجود عدد قليل من الحالات الحرجة. وأضاف رئيس الحكومة إن "العمل المنجز هو بجهود أطر مغربية تمكنت من تطوير التدخلات العلاجية كي تصبح أكثر فعالية بطرق إبداع مغربية". وكشف رئيس الحكومة أن عدد المستفيدين من صندوق تدبير جائحة كورونا بلغ تقريبا خمسة ملايين و100 ألف مواطن، منهم المواطنين الذين توقفوا عن عملهم بصفة مؤقتة بسبب الجائحة. كما نوه ببرامج التعليم عن بعد، التي مكنت عدد كبير من التلاميذ والطلبة من مواصلة دراستهم رغم جائحة كورونا، إما عن طريق الموقع الالكتروني الخاص بذلك، وإما عن طريق الأقسام الافتراضية، أو عن طريق القنوات التلفزية العمومية التي بثت الدروس يوميا من أجل استفادة التلاميذ، مبرزا أن حوالي مليون و200 ألف تلميذ في التعليم الابتدائي تابعوا دراستهم عبر قناة الأمازيغية في شهر مارس، وارتفع هذا الرقم خلال شهر أبريل الماضي. وبخصوص وضعية المغاربة العالقين في عدد من الدول الأجنبية، البالغ عددهم حوالي 27 ألف و850 مواطن بحسب إحصاء خاص أنجزته قنصليات المملكة بمختلف دول العالم، أوضح رئيس الحكومة أن مجلس الحكومة ناقش الموضوع واستمع لعروض مطولة قدمها كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج ووزير الصحة ووزير الداخلية، وقال "نحن مهتمين بوضعية المغاربة العالقين بالخارج، وأنا أواكب وضعيته بشكل يومي"، مؤكدا وجود عدة سيناريوهات لعودتهم، والحكومة تشتغل على تنفيذ السيناريو الملائم، وبمجرد ما يتخذ قرار فتح الحدود سيتم إدخالهم إلى أرض الوطن. وتحدث رئيس الحكومة عن الجهود التي قامت بها وزارة الخارجية لمواكبة المغاربة العالقين، حيث تم تشكيل حوالي 150 مركزا وخلية أزمة في مختلف السفارات وقنصليات الدول المتواجد بها مغاربة عالقين، للعمل على مواكبتهم، حيث تم التكلّف بحوالي 5700 شخص منهم إما بتكاليف التطبيق أو السكن أو خدمات أخرى، وهو ما يعني أن 25 في المائة من المغاربة العالقين تتكلف بنفقاتهم كليا أو جزئيا وزارة الخارجية. وبخصوص الخروج من مرحلة الحجر الصحي، أوضح رئيس الحكومة أن لجنة مكونة من وزارة الداخلية ووزارة الصحة لتدارس السيناريوهات الممكنة بحسب تطور الوضعية الوبائية، معتبرا أن الخروج من الوضع الصحي أخطر من الدخول فيه. ودعا المواطنين إلى استثمار الجهود المبذولة طيلة الشهرين الماضيين، مع الرفع من قدرتهم للتحمل والصبر حتى يتم التغلب على الجائحة. وجه رئيس الحكومة التحية لكافة المجندين، في الصفوف الأمامية لمحاربة انتشار فيروس كورونا المستجد، من بينهم الأطر الصحية بمختلف أنواعها، ومختلف السلطات الأمنية، وباقي الموظفين الذين واصلوا عملهم رغم الحجر الصحي لتوفير السلع والمواد الغذائية بالأسواق مع توفير جميع مستلزمات الحياة.