قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة “إن أمامنا معركة طويلة بعد 20 ماي وما علينا إلا أخذ الاحتياطات، لأن المعركة لم تنته، فمزيدا من الصبر والاحتياطات والحذر، لأننا تجنبنا الأسوء”. جاء ذلك، في لقاء خاص للعثماني مع قنوات القطب العمومي، ليلة اليوم الخميس 07 ماي الجاري، واكبه موقع “لكم”.
وأشار العثماني إلى أن “الوضعية الوبائية متحكم فيها وتحسن في حالات التعافي أكثر من حالات الإصابة الجديدة، وأن أكثر من 92 في المائة من الحالات ليست خطيرة أو حرجة، وأن عدد المصابين في غرف الإنعاش تقلصت إلى 50 حالة بعد أن كانت 90 حالة، وأن أقل من 20 حالة فقط تحت التنفس الاصطناعي والعناية المركزية، وهذا تطور بفضل الجهود العلاجية مما ساهم في تطوير الطرق العلاجية بإبداع مغربي، على حد قوله.
ولفت العثماني إلى أن “عدد الوفيات تقل، ونسبتها تصل إلى 3.3 في المائة مقارنة مع عدد الحالات بعد أن كنا في 7 في المائة، وتفادينا الأسوء بسبب الإجراءات الاحترازية ومخاطر كبيرة. ونتيجة التدخلات والإجراءات الاحترازية وتدابير الحجر الصحي استطعنا أن نتفادى 200 وفاة يوميا وأن نتجنب الأسوء”. وأقر العثماني على أن “بعض البؤر تبرز هنا وهناك بسبب أخطاء أو عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لأن الفيروس محير، وكل يوم نكتشف الجديد في طرق انتقاله وعدواه والوقاية منه. والإجراءات الاحترازية هي الضمان لتجنب الأسوء، والالتزام بها ضروري، مما سيتجنبا المزيد من الضحايا”. مصاريف صندوق كورونا وبخصوص صندوق “كوفيد-19″، أوضح العثماني أن المرسوم بقانون المحدث بموجبه هذا الصندوق، ساهم في القطاع الصحي بملياري درهم عن طريق شراء أسرة الانعاش ومستلزمات طبية وغيره، والجانب الآخر مخصص لمواجهة تداعيات الجائحة على المقاولات والمأجورين، وكل هاته القرارات تصدرها لجنة اليقظة الاقتصادية. ونفى أن تكون الحكومة قد دعمت أي مدرسة خاصة معتبرا ذلك “خبرا زائفا، وأنه ليس هناك أي قرار لدعم المقاولات والمؤسسات، وإنما يدعم المأجورين فقط”. وحصر عدد المستفيدين من الدعم المالي ما يقارب 5 مليون 800 ألف، مشيرا ان عملية التوصل بالدعم تتواصل خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار العثماني إلى أن السجل الاجتماعي الموحد في البرلمان حالما يصدر بقانون سيتم تنفيذه وسيتم تنجيحه، بحسب تعبير رئيس الحكومة. سيناريوهات الموسم الدراسي وعن مآل الموسم الدراسي، اعتبر أن “التعليم عن بعد” المنجز خلال هاته الفترة للوصول بلغ إلى نتيجة معقولة، مضيفا “ولا نقر بأن جميع الأطفال استفادوا من خدماته، سواء عبر الأقسام الافتراضية أو المنصات أو قنوات القطب العمومي، وأن مليون 300 ألف استفادوا من الدروس الرقمية”. واعتبر العثماني أن عملية “التعليم عن بعد” تكميلية، مشددا على أنه لن تكون سنة بيضاء، مادام أن التلاميذ والطلاب قضوا نحو 70 في المائة من المقرر السنوي المنجز. وأبرز أن “السيناريوهات سيتم حسمها الأسبوع المقبل، وأن فرق تشتغل للتفكير في تشاور مع مديري المؤسسات والجامعات لإيجاد حل مكيف لكل أطراف العملية التربوية بعد مغادرة الحجر الصحي، بما فيها الامتحانات، في أقرب وقت”. ولفت إلى أنه لا وجود لحلول نهائية، وأننا نباشر التفكير العميق الضروري، وسنخبر الرأي العام بكل قرار من القرارات المتخذة ف كل مستوى من المستويات”. كلفة الجائحة الاقتصادية نفى العثماني أن يكون هناك “تقييم للتكلفة الاجمالية للخسائر الاقتصادية، غير أن 62 في المائة من المقاولات صرحت بأنها متوقفة كليا أو جزئيا، إما لأنها تعتمد على التصدير أو الاستيراد (المادة الأولية) أو على حركية متوقفة كالسياحة والطيران. لكن الجميع ما بعد سيكون صعبا على الجميع وسنعاني صعوبات وندرسها ولجنة اليقظة الاقتصادية تضع سيناريوهات. وأكد العثماني على أن الحكومة “تضع سيناريوهات كل قطاع قطاع، وهناك دراسات نواكبها تتحول كل يوم، وكل قطاع شرع في التفكير مع مهنيي القطاع فيما بعد الحجر الصحي للإقلاع، والحكومة تجمع هاته المقترحات لوضع سيناريوهات ما بعد الجائحة”. المغاربة العالقون في الخارج وقال العثماني أن “كل إنجاز يحتاج للصبر ومشاكل في الطريق والجميع قاوم، وأمور أخرى نسعى لحلها سنصل فيها لحل”. وشدد العثماني على أنه وضعيتهم تم تدارسها في اجتماع المجلس الحكومي، وأن الحكومة تواكبها باستمرار عبر شكايات أو طلب تدخل نحيلها على وزارة الخارجية”. لا بد أن نصل إلى حل لهذا الملف، ونشتغل على سيناريوهات، ومباشرة بعد فتح الحدود سيتم عودتهم، ونريد أن يكون هذا الملف نجاحا لبلادنا ونعي إشكالات هاته العملية الذين يصل عددهم إلى 27 ألفا و850″. وأوضح أنه تم إنشاء 155 مركزا وخلية أزمة لمواجهة المشكلة في السفارات والقنصليات بالمملكة في الدول المعنية، بلوائح وحاجياتهم، وتكلفت الوزارة بحوالي 7500 شخص، إما بالتطبيب أو السكن أو خدمات أخرى، وهو ما يوازي 25 ف المائة من الحالات العالقة بالخارج، ولا بد أن نهييء الظروف، وهي آتية لا ريب فيها” دروس الجائحة أشار إلى أن “الشعب المغربي برهن على أنه شعب عظيم، والنجاح في هاته الملحمة، كل واحد يشتغل من مبدعين ومبتكرين، ونحن في معركة مستمرة، وبنينا الإبداع علينا أن نحافظ عليه، عبر الصبر والاستمرار”. وبخصوص مرحلة ما بعد 20 ماي، أوضح العثماني “أنه لدينا سيناريوهات، لعدد من القطاعات منها وزارتي الصحة والداخلية، ولدينا اجتماعات خلال الأيام القليلة المقبلة لتدبير المرحلة المقبلة، وعلينا أن نستمر في هذا النجاح الذي يستلزم التضحيات والصبر، والخروج من الحجر الصحي أصعب من دخوله”. وزاد موضحا: علينا أخذ الاحتياطات، وأن المعركة لم تنته، فمزيدا من الصبر والاحتياطات والحذر، وأمامنا معركة طويلة ليست أصعب من معركة الحجر الصحي”.