دعت نزهة الوفي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، المغاربة “العالقين” بالخارج، بسبب إغلاق كل دول العالم حدودها في مواجهة جائحة “كورونا” إلى “مزيد من الصبر”، مشددة في الوقت ذاته على أن الوضعية الحالية تستدعي “الكثير من التضحيات”. الوفي، التي كانت تتحدث اليوم الأربعاء، في اجتماع للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بمجلس النواب، والذي خصص لموضوع “المغاربة العالقين بالعديد من البلدان بسبب انتشار وباء كوفيد 19″، قالت إن “الأزمة الصحية العالمية الاستثنائية، فرضت على بلادنا تحصين أمنها الصحي، وتعطيل الرحلات الجوية والبرية من وإلى المملكة”، مضيفة وهي تخاطب “نواب الأمة” أن “الحكومة والمسؤولين المغاربة يتألمون لألام هؤلاء المغاربة العالقين، لكننا نطلب منهم مزيدا من الصبر لحين يأتي الفرج”، وذكرت المسؤولة الحكومية بأن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومن خلال البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية المغربية بالخارج”، تتابع بشكل يومي وضعية المغاربة العالقين، وتسجيل بياناتهم، وفي “بعض الأحيان التكفل بمأواهم وإعاشتهم وحتى مصاريف علاجهم.” وتابعت الوفي أن وزارة الخارجية تكفلت ب”2375 مغربيا” من أصل “18 ألف و226″ مواطنا عالقا بالخارج، كما تكلفت ب”مصاريف عمليات جراحية مستعجلة”، بالإضافة إلى تتبعها لمختلف الإجراءات المتخذة لدى سلطات البلدان الأجنبية لتمديد مدة صلاحية تصاريح إقامتهم، وكذا من أجل الابقاء على الفنادق التي تأويهم مفتوحة أو حجز فنادق كاملة لإيوائهم”. وزادت المسؤول الحكومية أن المغرب “لن يتخلى عن مواطنيه العالقين بالخارج، بل فقط ننتظر مرور هذه الفترة الحرجة والتأكد من استقرار منحى الوضعية الوبائية التي تمر بشكل جيد اليوم، وسنتخذ قرارا بإعادتهم فورا”. أما فيما يخص التعذر المؤقت لعملية ترحيل جثامين المغاربة المتوفين بالخارج لتوارى الثرى بأرض الوطن، فقالت الوزيرة المنتدبة إنه “نظرا للتداعيات التي أفرزتها التدابير والإجراءات المتخذة من طرف مجموعة من الدول لمواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا، فقد قررت الوزارة التكفل بنفقات دفن جثامين المغاربة المتوفين المعوزين والذين لا يتوفرون على تأمين خاص بهذا الشأن، وذلك بمقابر أو مربعات إسلامية بمقابر بدول الاستقبال بتنسيق تام مع البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية المغربية بالخارج”. وأوضحت الوزيرة أن فإن هذا الإجراء يندرج في “إطار ملاءمة آلية التكفل بمصاريف ترحيل الجثامين التي تشرف عليها الوزارة المنتدبة مع الأوضاع الحالية التي يعيشها العالم، وذلك بهدف تقديم كل الدعم والمساعدة للمغاربة المقيمين بالخارج وأسرهم في هذه الظروف العصيبة الخاصة التي فرضتها الجائحة”، كاشفة أن حوالي 90 في المائة من الجثامين التي كانت تنتظر الترحيل تم دفنها ببلدان الاستقبال خاصة ببعض الدول كإسبانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وإيطاليا. إلى ذلك، تعهدت الوفي بمواصلة تدخلاتها الرامية ل”تتبع ومواكبة أوضاع المواطنين المقيمين بالخارج وفق مقاربة استباقية وتشاركية وتضامنية”، مشيرة في هذا الإطار إلى انكباب الوزارة حاليا على “إعداد مخطط استعجالي يتضمن مجموعة من التدابير والإجراءات لمواكبة ومؤازرة المغاربة المقيمين بالخارج والموجودين في وضعية صعبة أو هشاشة بفعل التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية الحالية والمحتملة لهذه الجائحة، وذلك في أفق عرضه على اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة من أجل اتخاذ القرارات المناسبة”.