في ظل مواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة، والتي لها تأثير اقتصادي عالمي غير مسبوق. كان على المعلنين أن يعيدوا إعادة ترتيب استراتيجياتهم الاستثمارية وكذلك الاتصالات الخارجية، وتأثير كل ذلك على عائدات الإعلانات. وتلعب الاستثمارات الإعلانية دورا رئيسيا في الاقتصاد الوطني، وتعتبر أحد المؤشرات الأساسية والدينامية والحيوية الاقتصادية لكل دولة. كما أن تطور هذا القطاع وتأثيره الإيجابي على النمو الاقتصادي راسخ. وفي ظل الوضع الاستثنائي الحالي، ومع مراعاة الأسئلة المختلفة المطروحة من قبل الجهات الفاعلة في هذا القطاع، وضعت شركة "إمبريوم" قائمة تضم جردا للوضع خلال الربع الأول من سنة 2020 وكذلك تأثير 19-COVID على المشهد الإعلاني المغربي. على الرغم من عمليات الإلغاء التي تمت في الأسابيع الأخيرة، سجل الربع الأول من 2020 ارتفاعا بالمقارنة مع السنة الماضية. حيث بلغ حجم الاستثمار الإعلاني في المغرب خلال الربع الأول من عام 2020، في مجمله، أكثر من 1.44 مليار درهم خام، مقابل تسجيل 1.38 مليار درهم لنفس الفترة من عام 2019، وهذا يعني زيادة قدرها 4.4 في المائة. من غير المستغرب أن يظل التلفزيون هو الوسيلة التي تجذب أكبر قدر من الاستثمار من المعلنين مع إجمالي إنفاق 445 مليون درهم خام، أو 31 في المائة من الميزانية الإجمالية. بعده يأتي الراديو والملصقات الإعلانية التي تأخذ 27 في المائة من مجمل الاستثمارات الإشهارية، أو ما يعادل 395 مليون. وعلى صعيد آخر، تستحوذ الصحافة على 11 في المائة من الميزانية، فيما تبقى 3 في المائة للعالم الرقمي، و1 في المائة للسينما. مع العلم أيضا أنه من بين وسائل الإعلام الستة، سجلت أربعة منها زيادة في قيمة الاستثمار مقارنة بالربع الأول من السنة الفارطة. فالعالم الرقمي سجل زيادة ب (+ 27 في المائة)، والتلفزيون (+ 23 في المائة)، أما الصحافة (+ 4 في المائة) وسينما (+ 40 في المائة). أما الملصقات الإعلانية والراديو فقد تراجعا بنسبة 3 في المائة و 6 في المائة على التوالي. وفي الأخير، يظل قطاع الاتصالات في صدارة المجموعة بنسبة 36 في المائة من حصة السوق خلال 2020 بفضل استثمارات اتصالات المغرب (42 في المائة من مجموع القطاع)، وشركة وانا كوربوريت بنسبة 31 في المائة، وميدي تيلكوم أورونج بنسبة 18 في المائة. متبوعا بقطاع الأبناك والتأمين بنسبة 9.6 في المائة، وقطاع النقل بنسبة 6.7 في المائة. "زووم" على فترة كورونا على الرغم من أن الاتجاه كان إيجابيا في الربع الأول من عام 2020، إلا أن الاستثمارات الإعلانية انخفضت في نهاية مارس وبداية أبريل الجاري، بسبب الأزمة الصحية لفيروس كورونا. وفقا للدراسة التي أجرتها إمبريوم، فقد ظهرت خلال الفترة الممتدة من 16 مارس المنصرم إلى 20 أبريل الجاري أول علامة مثيرة للقلق، حيث سجل انخفاض بنسبة 27 في المائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019. وبصرف النظر عن التلفزيون والعالم الرقمي، اللذين عرفا تزايدا بنسبة +6 في المائة و +4 في المائة على التوالي، شهدت وسائل الإعلام الأخرى انخفاضا حادا في استثماراتها. فالصحافة سجلت تراجعا ب(-62 في المائة) والراديو (38) واللوحات الإعلانية (-32 في المائة). أما السينما فقد توقف نشاطها نهائيا بسبب إغلاق جميع دور السينما في المملكة. تترجم هذه الأرقام إلى عدد الرسائل الإعلانية أيضا. إذ من الواضح أن هذه الزيادة يمكن أن تسجل فقط على الشاشة الصغيرة، بزيادة بنسبة + 16.3 في المائة. وعلى الرغم من انخفاض استثماراته بنسبة 36 فالصحافة سجلت تراجعا ب(-62%)، يبقى قطاع الاتصالات المساهم الرئيسي في الاستثمارات الإعلانية ، مع بقاء 3 من كبار المعلنين دون تغيير. وفي السياق ذاته، هناك انخفاض بنسبة -4 في المائة في عدد المعلنين في الربع الأول من عام 2020 مقابل 2019. فمنذ بداية الأزمة الصحية، وبالمقارنة مع نفس الفترة في عام 2019، انخفض هذا الرقم إلى -28٪. وعلى هذا الأساس، فإنه في الربع الأول من عام 2020 ومن حيث القيمة أيضا، تم تحديد 1616 معلئا. كان عددهم 1690 خلال نفس الفترة من عام 2019. هذا الانخفاض أكثر وضوحا في التلفزيون (-9 في المائة). والملصقات الإعلانية (-22 في المائة)، مما يعكس الزيادة في الاستثمار الإعلاني من قبل المعلنين على وسائل الإعلام بشكل مطلق وخاصة على شاشة التلفزيون والملصقات الإعلانية. وإبان الفترة الممتدة من 16 مارس المنصرم إلى 20 أبريل الجاري، هناك 912 معلنا تم احتسابهم مقابل 1271 في العام الماضي، وهذا التوجه يسري على جميع الوسائل الإعلامية باستثناء العالم الرقمي.