أجواء غير عادية خيمت على مقر هيئة المحامين "دار المحامي" بالدار البيضاء، فالحزن كان سيد المكان، مع وصول خبر وفاة محام شاب منضوي تحت لواء أكبر هيئة للمحامين بالمغرب. المحامي الشاب الذي أصيب أخيرا بفيروس كورونا المستجد، لم يتركه له فرصة للنجاة بعد أن فتك بجهازه التنفسي، لتختطفه يد المنون، اليوم الخميس. هذا الخبر الذي نزل كالصاعقة على باقي زملائه بهيئة المحامين، التي كانت تستعد لتنظيم حملة للتبرع بالدم تلبية لنداء مراكز تحاقن الدم بسبب النقص في احتياطي مخزون الدم بسبب فرض حالة الطوارئ الصحية.
زملاء المحامي الشاب المتوفي، قرروا قراءة الفاتحة على روحه وتقديم التعازي لأنفسهم ولأسرته، قبل أن ينخرطوا في حملة الواجب التضامني، على رأسهم كان حسن بيرواين، نقيب هيئة المحامين بالدارالبيضاء، والنقيب عمر ودرا، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، اللذان كانا المشرفين على تنظيم عملية التبرع بالدم رغم أجواء الحزن، بل وكانا أول المتبرعين محفزين باقي المحامين بهذه الهيئة للانخراط بكثافة في عملية التبرع بالدم. وكما عاينت "الصحراء المغربية" ذلك بمقر الهيئة الكائن بشارع المقاومة، التحق مجموعة من المحامين والمحاميات للانخراط والمساهمة بدمائهم في حملة التبرع. وعن هذه المبادرة، قال حسن بيرواين، نقيب هيئة المحامين بالدارالبيضاء، والدموع تغالب مقلتيه وهو يتوجه بالتعازي لأسرة المحامي الشاب ولباقي زملائه من القيدومين والشباب، بعد أن كان ضحية لهذا الوباء، (قال) إن المبادرة تأتي في إطار المساهمات والتعبئة التي أبانت عنها هيئة المحامين بالبيضاء، منذ فرض حالة الطوارئ الصحية، والانخراط فيها بتنفيذ التدابير والإجراءات الاحترازية، وأيضا بتوقيف جميع الأنشطة المهنية ومزاولة الحالات الاستعجالية منها أو ندوات التمرين عبر تقنية الفيديو "عن بعد". وأضاف النقيب بيرواين أن الهيئة الدارالبيضاء سبق أن بادرت إلى المساهمة المادية في صندوق تدبير جائحة كورونا، فضلا عن الحضور الفعال للمحامين في أداء مهنة الدفاع من أجل سير القضايا في ظل هذه الظروف الصحية الصعبة. وأكد النقيب بيرواين أن مبادرة التبرع بالدم من طرف محامو الدارالبيضاء هي تعبير مرة أخرى على تعبئتهم وانخراطهم في تلبية لنداء الواجب ونداء الوطن الذي أعلن حاجته لكل أبنائه بكل مكوناتهم، وكذا تلبية لنداء مراكز تحاقن الدم التي أعلنت الخصاص في مادة الدم الحيوية إنقاذا لحياة المرضى المحتاجين لضخ دماء تنعش استمرار وجودهم بيننا. وأكد النقيب بيرواين أن خبر وفاة زميلهم الشاب نزل على جميع محاميي الدار البيضاء كالصاعقة، حيث اختطفته المنية وهو في عز الشباب، قائلا "رحل منصف أسلاف إلى دار البقاء متأثرا بإصابته بالفيروس اللعين".