أفادت السعدية ابن الفقيه بناني، رئيسة الجمعية المغربية لأسر وأصدقاء الأشخاص ذوي المعاناة النفسية "مساندة"، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن مبادرة الدعم النفسي الموجهة لأسر مستعملي الطب النفسي، كشفت عن وجود مجموعة من الاحتياجات لدى العائلات لمساعدتها على التكفل والرعاية بذويها المرضى خلال فترة الحجر الصحي التي فرضتها جائحة "كورونا". ويندرج ضمن الصعوبات التي عبرت عنها أسر المرضى نفسيا، حاجتها إلى الدعم النفسي إلى جانب الحصول على الأدوية وتسهيل حصولها على الرخص الإدارية لأجل نقل مرضاها، الذين تنتابهم حالات الهيجان النفسي، إلى أقسام المستعجلات. وذكرت ابن الفقيه بناني، أن حصص الدعم النفسي أوضحت بجلاء حاجة الأسر إلى سبل مساعدتها على التحكم في هذه الوضعية الجديدة للتكفل بذويها المرضى والاستماع إلى إكراهاتها بما يمكنها من المحافظة على السلامة الجسدية والنفسية وتطوير العلاقات بين الأفراد داخل البيت وتفادي النزاعات. كما تواجه عائلات مستعملي الطب النفسي واقع عدم احترام بعض المرضى للحجر الصحي ورغبتهم في الخروج من البيت، إلى جانب سوء تطبيقهم لتعليمات النظافة والوقاية من عدوى الفيروس، وتبنيهم لسلوكات العنف والمعارضة، تضيف رئيسة جميعة "مساندة". وينضاف إلى ذلك، شعور المرضى بالخوف من الإصابة بالفيروس، وبالتالي جنوحهم نحو الإفراط في الأكل واستهلاك المنبهات من البن والتدخين ومنشطات أخرى، التي تنضاف إلى إصابتهم بحالات من الإجهاد والقلق والرغبة في الانعزال والانفراد بالذات، توضح رئيسة جمعية "مساندة". وذكرت ابن الفقيه بناني، إلى أن مبادرة الدعم النفسي التي قدمت للأسر بمساعدة من الدكتورة أمال الشمساوي، اختصاصية في الأمراض العقلية والنفسية، ساهمت في مساعدة العائلات في فترة الحجر الصحي الحالي، ومكنتهم من الاستفادة من حصص الانصات والدعم النفسي عبر الهاتف، من خلال التعرف على طريقة عيشهم مع ذويهم المرضى وتلقي توصيات في الإرشاد الأسري والدعم النفسي لتدبير سلوكاتهم اليومية والأزمات الصحية التي قد تنتابهم. وبالموازاة مع ذلك، تحتاج الأسر نفسها إلى آليات لمساعدتها على التدبير اليومي لشؤون الأسرة، وملاءمة النظام الجديد للحياة في ظل الحجر الصحي بما يجعله تغييرا إيجابيا، مع مساعدتها بآليات إرساء مناخ الثقة والأمان في نفسية المرضى الذين ارتفع لديهم الشعور بالخوف مع موجة الحجر الصحي، لما لذلك من أهمية للمحافظة على الاستقرار الأسري ولراحة وسلامة أعضاء محيط المرضى الذين تنتابهم نوبات المرض.