في الوقت الذي رحَّب فيه مجموعة من المواطنين، بقرار وزارة الداخلية، القاضي بإغلاق المقاهي والمطاعم وغيرها من المرافق، من أجل الوقاية والحد من تفشي فيروس كورونا، ابتداء من السادسة من مساء أمس الإثنين، وجد العديد من عمال ومستخدمي المقاهي أنفسهم في وضع صعب لا يحسدون عليه، إذ أن معظمهم يعيش على أجر اليوم الواحد. وبعين الحسرة والأسى، وقف عمال المقاهي وأربابها بفاس ابتداء من الساعة السادسة مساء، يودعون أماكن عملهم إلى أجل غير مسمى، وهم يفكرون في طريقة لمواجهة وضع البطالة والمعاناة المستجد مع أسرهم في غياب أجر يومي يسد رمق أطفالهم. وحسب آراء مختلفة استقتها جريدة "الصحراء المغربية" من أصحاب مقاهي وعمالها لحظة إغلاق هذه المحلات، التي كانت تسد جزءا مهما من النفقات اليومية، عبّر العديد منهم عن أسفه من قرار الإغلاق، الذي سيزيد حسب تعبيرهم، من معاناة هذه الفئة التي توجد في وضع اجتماعي صعب، حيث ينتمي العاملون ببعض المقاهي والمطاعم الشعبية إلى مجال تجاري غير مهيكل مازال لم يأخذ حقه من العناية والحماية الاجتماعية. ورحبت آراء أخرى بهذا الإجراء الاحترازي الذي يأتي حفاظا على الصحة العامة وحمالة المغرب من خطر تفشي وباء كرورنا، مؤكدة أن هذه التخوفات من الوباء يجب أن ترافقها عملية دعم اجتماعي واقتصادي مهم لهذه الفئة الاجتماعية، خصوصا أن مقهى صغير يشغل على الأقل أربعة أو خمس أفراد، في حين أن مقاهي كبيرة يتجاوز عدد مستخدميها العشرة، مشددة على ضرورة إيجاد بدائل من أجل حماية عمال المقاهي والمطاعم وأفراد عائلاتهم، وتوفير آليات تمكنهم من مواجهة الوضع الحالي. وأشارت آراء أخرى، إلى أن المقاهي تلعب دورا مهما في توفير مجموعة من الخدمات مثل المراحيض للناس في غياب أو ضعف المراحيض العمومية بالمدينة، كما أنها تعتبر فضاء للقاء الأصدقاء، مشيرين مع ذلك إلى أهمية الإجراء الحالي الذي يتجلى في غلق المقاهي والمطاعم حفاظا وحماية للصحة العامة في ظرفية خاصة.