استنفر قرار وزارة الداخلية القاضي بإغلاق المقاهي والمطاعم بسبب تداعيات فيروس "كورونا" مهنيي القطاع، الذين اعتبروا أنفسهم الأكثر تضررا إلى جانب العاملين وأسرهم بهذه المحلات بربوع التراب الوطني. ووجهت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب إلى كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية رسالة مستعجلة لعقد لقاء من أجل مناقشة الوضع وما سيترتب عن هذه القرارات المتخذة على المهنيين والأجراء. وحسب الرسالة التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الجمعية ترى أن التوقف عن العمل سيترتب عنه تداعيات عديدة على المهنيين والعاملين بالقطاع، بالرغم من إعرابهم عن كونهم ضد الاستمرار في فتح محلاتهم تفاديا لانتشار الفيروس في صفوفهم وصفوف الزبناء الذين يفدون عليها. ولفت نور الدين الحراق، رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن قرار الاغلاق المتخذ "ستصير معه أكثر من 50٪ من المطاعم والمقاهي منذ اليوم الأول عاجزة عن صرف أجور العمال، خصوصا أن هذه المحلات تعرف كثافة كبيرة لليد العاملة ولهم حاجاتهم الضرورية". وشدد المتحدث نفسه على أن الجمعية راسلت كلا من رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية من أجل التحاور حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها، مشيرا إلى أنهم يقترحون "أن يتم توجيه البنوك لتقديم تسهيلات أو قروض بفوائد شبه مجانية على الأقل، ليتم صرف أجور العمال، كما أنه يجب توجيهها من أجل المرونة في أداء أقساط القروض بالنسبة إلى المهنيين". ولفت نور الدين الحراق إلى أن "هناك "كورونا"، وهناك تداعيات ومشاكل ستترتب عن هذا القرار"، مؤكدا أن الجمعية تقترح لتجاوز هذه الأزمة "وقف كل الرسوم والضرائب وكل عمليات التحصيل إلى وقت لاحق"، مضيفا "هذا وضع معقد ووجب مناقشته على وجه السرعة، وتداعيات الوباء أصبحت مكلفة وممكن أن تتضاعف الكلفة". ومن جهته قال محمد بوزيت، عضو بالجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم بعمالة الصخيراتتمارة، إن المقاهي والمطاعم التابعة لهم تلتزم بقرارات السلطات المغربية قبل حتى موعد السادسة مساء، مضيفا: "نحن نتفهم الوضع الذي تمر منه بلادنا". ودعا بوزنيت، في تصريح لهسبريس، جميع المعنيين بالقرار إلى الامتثال للأوامر الصادرة عن وزارة الداخلية ليساهم كل من موقعه في عدم تفشي الوباء، مشيرا إلى أن مهنيي القطاع سيعتمدون على تطبيقات التواصل الاجتماعي فيما بينهم لتدبير عملية التواصل وتقليل التنقل. إشادات وأشاد معلقون بقرار وزارة الداخلية، وقال أحمد في تعليق على موقع هسبريس: "تحية تقدير لوزارة الداخلية وكافة المسؤولين على التفاعل المتواصل مع تداعيات الفيروس، صراحة ورغم انتقادات المواطنين أبانت الوزارات المغربية بمختلف أطيافها عن علو كعبها وحنكتها بقرارات حازمة في ظل هاته الظرفية الصعبة". ودعا معلق آخر جميع زبناء ومرتادي الأماكن التي شملها قرار الإغلاق إلى "الالتزام بالإجراءات الصادرة عن الحكومة، والمكوث في المنازل. كل هذه الإجراءات هي في صالحنا. والله يحفظنا جميعا من هذا الوباء". "المغرب يسير في الطريق الصحيح. هذه الإجراءات ستحد من انتشار المرض. في الحقيقة، قرارات شجاعة لم تقو بلدان أوروبية على اتخاذها كألمانيا مثلا"، يورد معلق آخر على موقع هسبريس. ودعا معلقون آخرون إلى ضرورة أن يشمل قرار الإغلاق حتى الشركات في جميع القطاعات، خصوصا تلك التي يوجد فيها مئات العمال والمستخدمين حماية للصالح العام. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، الاثنين، إغلاق العديد من الفضاءات والأماكن العمومية في وجه العموم، ابتداء من الساعة السادسة مساء، لتطويق مخاطر تفشي فيروس "كورونا". ووفق بلاغ وزارة الداخلية، فإن الإغلاق، الذي سيتم حتى إشعار آخر، يهم المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح وقاعات الحفلات والأندية والقاعات الرياضية والحمامات وقاعات الألعاب وملاعب القرب.