كشف يوسف البقالي، رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، في حوار مع "الصحراء المغربية" عن تفاصيل برنامج العمل العشري، الذي أعدته المؤسسة للفترة الممتدة بين 2018 و2028، موضحا أن هذا البرنامج يروم تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في إحداث خدمات جديدة وتجويد الخدمات والرفع من عدد المستفيدين واعتماد سياسة القرب وضمان الاستمرارية. كيف جرى إعداد برنامج العمل العشري 2018-2028؟ بالنسبة لبرنامج العمل العشري، فأنجز بناء على معطيات سوسيوديمغرافية حول المنخرطين وانتظاراتهم واستطلاعات الرأي واللقاءات الجهوية والملتقيات بخصوص الاحتياجات، حيث تبين أن عدد المنخرطين انتقل من 300 ألف خلال سنة 2003 إلى 420 ألف منخرط هذه السنة ومن المتوقع أن يصل عدد المنخرطين إلى 600 ألف شخص في أفق 2028. كما يعرف عدد المتقاعدين ارتفاعا مضطردا، إذ يمثلون حاليا 24 في المائة من مجموع المنخرطين وستصل تمثيليتهم إلى 35 في المائة بعد 10سنوات، وبالتالي فمن الضروري العمل على تحسين الخدمات الحالية وإحداث خدمات أخرى لمواكبة هذا التطور وتوفير خدمات أفضل للفئات المعنية. هل أفضت تلك المعطيات إلى بروز احتياجات جديدة؟ يظل السكن والصحة على رأس أولويات المنخرطين، متبوعين بالترفيه وتمويل دراسة الأبناء، وعلى هذا الأساس وضعت المؤسسة برنامجا استراتيجيا لكل محور، ففي مجال السكن تعمل المؤسسة على ضمان الاستمرارية مع تطوير الدعم ودمج التمويل التشاركي. ولتحقيق هذه الغاية وضعت المؤسسة برنامجا جديدا للمساعدة على السكن "امتلاك"، وذلك في إطار مخططها العشري، يضم ثلاث آليات مخصصة للتمويل الكلاسيكي وآلية للتمويل التشاركي، ويستهدف هذا البرنامج الذي خصص له غلاف مالي يقدر 6.9 ملايير درهم، 100 ألف مستفيد. هل من خدمات جديدة في مجال الرعاية الصحية؟ بالنسبة للصحة، تتطلع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين في إطار توفير الخدمات الجديدة، إلى بناء وتجهيز أربعة مراكز استشفائية رئيسية وبناء وتجهيز 18 مركزا صحيا نهاريا في جميع أنحاء المملكة، وبناء وتجهيز مجموعة من مراكز رعاية الأشخاص المسنين، بمعدل مركز واحد بكل جهة، هذا بالإضافة إلى دعم مصاريف الجنازة في حالة وفاة المنخرط أو الزوجة أو أحد الأبناء، علاوة على استمرارية الخدمات الحالية والمتمثلة في التغطية الصحية التكميلية والإسعاف والنقل الصحي وصندوق الدعم الطبي لتخفيف العبء المالي على المنخرطين. هل من برامج جديدة في مجال التربية والتكوين والثقافة؟ يهدف البرنامج العشري إلى استمرارية وتحسين الخدمات الحالية في مجال التربية والتكوين والثقافة أيضا، من خلال الرفع من منح حفز التفوق الدراسي وعدد المستفيدين، وتطوير نسخة جديدة من برنامج "نافذة" بناء على طلبات المنخرطين، بالإضافة إلى خدمتين متعلقتين بالتعليم الأولي تهمان الرفع من عدد مدارس التعليم الأولي إلى 82 مدرسة في أفق 2028، وإنشاء صندوق لدعم جزء من التكاليف الواجب أداؤها بالنسبة للأطفال المنخرطين في مرحلة التعليم الأولي بقيمة 200 درهم لكل طفل شهريا وتبلغ الميزانية المرتقبة للخدمتين 1.30مليار درهم. وفي الشق المتعلق بالثقافة واستجابة لانتظارات الأسرة التعليمية في المجال الثقافي وتعزيزا لسياسة القرب ستقوم المؤسسة بإحداث 10مراكز سوسيو ثقافية، موجهة بالأساس إلى المنخرطين وأسرهم، من أجل دعم الثقافة وطنيا وجهويا وتشجيع المواهب بين أفراد الأسرة التعليمية والاستفادة من تكوينات فنية في الموسيقى والرسم والنحت وتقدر ميزانية هذا البرنامج ب150 مليون درهم. دخلتم في المرحلة السابقة في تجربة الاستثمار في مجال السياحية والترفيه لتوفير خدمات راقية للمنخرطين هل يتضمن البرنامج العمل العشري مشاريع جديدة في إطار تعزيز البنيات السياحية للمؤسسة؟ تعمل المؤسسة على استمرارية البرامج الحالية في مجال الترفيه والسياحية كما تقوم في إطار تعزيز بنياتها التحتية في هذا المجال ببناء وتجهيز مركبات سياحية واقتناء وإصلاح مراكز سياحية، إضافة إلى بناء 50 ناديا رياضيا مع إعطاء الأولوية للمدن والجماعات الأقل تجهيزا، كما تعمل المؤسسة أيضا على تطوير الشراكة مع جمعيات المنخرطين بهدف إنشاء 10 أندية في السنة.
كيف تدير المؤسسة هذه المشاريع السياحية؟ حرصا منها على تلبية الانتظارات المتنوعة لأسرة التربية والتكوين في مجال الترفيه، اختارت المؤسسة الاعتماد على خبرة مختصين في الميدان، لضمان خدمة عالية الجودة بأقل تكلفة ممكنة. ولتحقيق هذا الهدف، تم إنشاء شركة "زفير للتسيير" ZephyrDevelopment SA، المملوكة بنسبة 100 ٪ من قبل المؤسسة، وتتمتع الشركة المفوضة بالشخصية القانونية والاستقلال المالي في ممارسة المهام الموكلة إليها وتدير الشركة حاليا كلا من الأندية السوسيورياضية النرجس بالرباط، مازاكان، وأكادير والمركبات السياحية، زفير مراكش، زفير مازاكان، زفير إفران، وزفير أكادير. هذه المركبات مصممة وفق المعايير الدولية وتحمل تصنيف 4 نجوم، وتوفر لمرتاديها أجنحة فخمة وأنيقة وغرف نوم فارهة، فضلا عن الكثير من التجهيزات عالية الجودة ووسائل الراحة الاستثنائية، كما تدير الشركة أيضا مراكز الاصطياف ميموزا والبستان. هل من خدمات أخرى في برنامج العمل العشري 2018-2020؟ يتضمن برنامج العمل العشري أيضا الاستمرار في دعم التنقل عبر القطار وتحسين الدعم المخصص للحج وتوفير خدمة جديدة كذلك في مجال القرض الاجتماعي، إذ يتوقع أن يتراوح عدد المستفيدين من هذه القروض بين 30 و40 ألف مستفيد في السنة وسيتم توفير التمويل لهذا القرض من قبل المؤسسة عبر إحداث صندوق بميزانية إجمالية تبلغ 1.5 مليار درهم.
هل تطمح مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لعقد شراكات مع مؤسسات مماثلة أو مع جامعات لدعم تعليم أبناء المنخرطين خارج أرض الوطن؟ بالنسبة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، فمجالات تدخلها تنحصر في الشق الاجتماعي، وللإشارة فالشراكات مع الجامعات في مجال التعليم من اختصاص الوزارة الوصية لكن هذا لا يعني أن المؤسسة منعزلة عن محيطها الخارجي بل تحظى تجربتها باهتمام بالغ من المؤسسات المماثلة عبر العالم ،وقد تم أخيرا إبرام مذكرة تفاهم مع المؤسسة الخيرية الملكية بمملكة البحرين تروم توطيد التعاون وتبادل الخبرات في مجالات العمل الاجتماعي والإنساني والتضامني، وتندرج هذه المذكرة أيضا في إطار تعزيز العلاقات الأخوية وتجسد في جوهرها توافقا للرؤى بين المؤسستين في مجالات العمل الاجتماعي والإنساني، كما توضع أيضا ترتيبات مع إحدى المؤسسات الاجتماعية ببلجيكا لإبرام مذكرة تفاهم أو شراكة.
هل يقتصر عمل المؤسسة على ما ذكر أم أنها تنخرط في أعمال اجتماعية أخرى؟ طبعا في إطار تقريب الخدمات من المنخرطين، نقوم أيضا بتنظيم حملات طبية وتوعوية في المناطق النائية لتقريب الخدمات الصحية من المنخرطين وذوي الحقوق ويستفيد أيضا من هذه الحملات سكان تلك المناطق، رغم عدم انتسابهم إلى المؤسسة.