يوجد مركز الشريفة للالة أم كلثوم للتكوين بالتدرج بطنجة بمنطقة عين الحياني، ملتقى لعدد من أحياء المدينة، وهو موقع استراتيجي يضمن لعدد من سكان أحياء درادب، وسيدي البخاري، ومرشان، والمدينة القديمة، الاستفادة من خدماته، وقد أنشأ في إطار مشاريع طنجة الكبرى ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. سلوى الدمناتي رئيسة الجمعية الجهوية لاتحاد الوطني لنساء المغرب بمكتب طنجةالمدينة، ورئيسة مركز للالة أم كلثوم للتكوين بالتدرج، قالت في تصريح ل"الصحراء المغربية" إن المركز يضم ورشات، منها التربية والحضانة، وورشة المساعدات الاجتماعيات، والاعلاميات، وكذا الحلاقة والتجميل، والخياطة والفصالة التقليدية والعصرية، فضلا عن ورشة الطبخ والحلويات. وكشفت الدمناتي أن مركز الشريفة للالة أم كلثوم للتكوين بالتدرج افتتح سنة 2017 وهو يخضع لإدارة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، التي ترتكز على الجانب التكويني باعتباره الدعامة الأساسية لصنع جيل جديد يساهم في الاقتصاد المحلي والاجتماعي لمجتمعاتهم، مع تحسين وضعية المرأة والشباب، وقد أعطى الفرصة لتكوين فئة الذكور لأول مرة، ليتخرج السنة الماضية الفوج الأول المكون من 54 مستفيد ومستفيدة. تسهيل فرص الشغل يمنح مركز الشريفة للالة أم كلثوم للتكوين بالتدرج فرصة للتكوين ضمن عدد البرامج على اختلاف الحالات التي يتوصل بها المركز، ومن بين برامج المركز برامج التربية غير النظامية المهنية، والتي تفتح في أوجه الشباب المنقطع عن الدراسة، والذي يتلقى تكوينا مهنيا بإحدى الأوراش الموجودة بالمركز، ليحصل على ديبلوم معترف به من إدارة التكوين المهني، يخول له ولوج سوق الشغل بعدما تلقوا تكوينا مهنيا وتعليما دراسيا يسهل انخراطهم في مختلف مناحي الحياة. ويمنح المركز كذلك فرص التكوين ضمن برنامج التكوين بالتدرج للفئة ما بين من 15 من 30 سنة، وهو مسار تكويني يمنح للمنقطع عن الدراسة إمكانية الولوج لشعب المركز، كما يوفر المركز دروسا متنوعة لتلاميذ التربية غير النظامية الذي يشمل 4 مواد فقط، في الوقت الذي يجتاز تلميذ اعدادي الامتحان في 13 مادة، ما يستدعي توفير أساتذة آخرين لتكملة الدروس للمستفيدين، وهذه خاصية أخرى تضاف للمتدربين بهذا المركز. كما يشمل المركز مسار "عادي حر"، ويمكن من الحصول على شهادة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، وهو مفتوح لجميع الأعمار فوق 15 سنة، فيما يبقى مسار التربية غير النظامية برنامج محاربة الأمية التي تستفيد منه 300 مستفيدة، منها أقسام تدرس داخل المركز وأقسام موزعة بمختلف مدارس طنجة الأبرز في أنشطة المركز. المستفيدون يدلون بآرائهم اختارت "الصحراء المغربية" ورشة الخياطة والفصالة، التي تمكن المتعلمين من تعلم الخياطة والفصالة التقليدية والعصرية، حيث يجتمع في التكوين الذكور والفتيات على حد سواء، ويأمل هشام بومور الشاب ذو 21 سنة، أحد المستفيدين من هذه الورشة، أن يلج سوق الشغل والتي يجزم بكونها مفتوحة ومتطلبة لليد العاملة المؤهلة بطنجة وخصوصا بقطاع النسيج. أصوات أجهزة تصفيف الشعر ورائحة المساحيق النسائية تجعل الزائر لمركز الشريفة للالة أم كلثوم يشق طريقه بسهولة نحو ورشة الحلاقة والتجميل التي تمكن الفتيات والذكور كذلك من تعلم "المشيطات والماكياج وششوار". بهذه الكلمات اختارت سلمى خميرش، ذات 16 سنة المستفيدة من المركز، وصف تجربتها التعليمية بالمركز. وتضيف سلمى بكونها حاولت تلقي تكوينا بأحد المراكز لكن تم رفضها بسبب سنها، معبرة عن فرحها بالتدريب الذي تلقته بأحد المحلات والذي تعاقد معها للعمل حتى أنها لم تكمل دراستها بعد، والتي ستتوج بدبلوم بعد انتهاء فترة تدريبها. طموح الشابة سلمى يبعث الأمل في نفوس الشباب، فسلمى تؤمن جيدا أن التكوين المهني قاطرة ميسرة لسوق الشغل، مبرزة أن تجربتها خير مثال لكونها ضمنت توفير أجرة شهرها في مرحلة التدريب، معبرة عن آملها في أن تفتح الدولة فرصا لدعم الشباب وتحقيق حلمها بالحصول على صالون خاص بها. حلم سلمى بالنسبة لها مرتفع التكلفة وغال بحسب وصفها، فهي لا تستطيع أن توفر مبلغ 20 ألف درهم لتحقيق حلمها المقاولاتي. وبورشة الاعلاميات كانت المفاجئة مع حالة الشاب زكرياء 21 سنة، والذي اختار عن حب وقناعة وإيمان هذه الورشة لتعلم برامج المكتبيات والفوطوشوب وغيرها من البرامج لتجاوز إعاقته الحركية، والعمل في هذا المجال بالنسبة له يضمن كرامته ويؤلهه إلى الاندماج السلس في الصيرورة المجتمعية. وإن كانت المساحيق تعلو مناسم الطابق الأول، فالطابق الأرضي للمركز مزخرف الروائح بما تجود به ورشة الطبخ والحلويات والتي تجمع عددا كبيرا من المتدربين الراغبين في ولوج سوق الشغل من باب الاشتغال في الفنادق السياحية أو المطاعم الخاصة، لكن أسماء البقالي المستفيدة من الورشة في سنتها الأولى تطمح لفتح مشروعها الخاص والتي لم تحدده بعد، لكنها محتارة بين محل للحلويات والطبخ أو ممونة للحفلات. المساعدة الاجتماعية تزامنت زيارة "الصحراء المغربية" مع حفل تخرج فوج جديد من المساعدات الاجتماعيات، والتي تقول شادية الزين، إحدى المتخرجات إنها تلقت تكوينا تاما لأدوار المساعدة الاجتماعية والتي تشمل جل التدخلات والخطوات، التي تقوم بها لفهم وتشخيص الحالة وتحديد آليات التدخل والإرشاد الميداني والاجتماعي. وتضيف شادية أن المجتمع في حاجة الى أطر المساعدة الاجتماعية، خصوصا لمرضى الزهايمير أو مرضى التوحد وغيرهم. وعن آفاق العمل تقول شادية أن مجالات العمل تلقها المتدربون داخل المحاكم ومراكز الصم والبكم والتوحد والسجون والمدارس تكشف الخصاص المهول لأطر المساعدة الاجتماعية، وهو ما دفع ببعض هذه المراكز الى التعاقد الفوري مع المتدربات، بحسب شادية. سوق الشغل يستوعب 99 في المائة ختمت رئيسة المركز أن المركز تلقى هذه السنة طلبات التسجيل تفوق نسبة تعبئته، مضيفة أن إدارة المركز تحاول توفير أطر مكونة ومهنية، مبرزة أن أزيد من 99 من المائة من خرجي المركز للسنة الماضية التحقوا بسوق الشغل، بفضل مواكبة المركز لفترات التدريبات للخريجي التي تنال نسبة 80 في المائة ويجتازها المتدربون داخل المقاولات وأغلب المستفيدين يشتغلون في المقاولات نفسها بدوام رسمي.