يعدّ مركز دعم قدرات النساء بمدينة شفشاون واحدا من مؤسسات مجمع التدريب المهني شفشاون-وزان، وهو المشروع الذي رأى النور سنة 2006 في إطار شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن وبين مؤسسة التكوين المهني. ويشكل المركز فضاء للمرأة الشفشاونية لتلقي تكوينات في مجالات مختلفة بشراكة مع جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص، الناشطة بإقليم شفشاون، عبر تقديم التأطير والترافع لصالح النساء في وضعية صعبة. سمية الخشين، الكاتبة العامة للجمعية سالفة الذكر، قالت إن جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص جمعية جهوية نسائية وحقوقية غير حكومية، "تسعى باستمرار إلى تجديد آليات عملها سواء على مستوى الأفكار أو الوسائل، ولا تؤمن بالديمقراطية كشعار فحسب، بل تسعى إلى تجسيده وتعزيزه داخليا، معتمدة في ثقافتها التنظيمية على أسلوب التداول في تسيير مشروعها المرتكز على قيم الكرامة والإنصاف والمساواة والحرية كما تهدف إلى بناء علاقات متكافئة بين النساء والرجال من خلال الإسهام في تطوير النقاش الفكري النسائي". وأضافت الخشين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الجمعية استلهمت اسمها من شخصية مرموقة تبوأت مكانة مهمة في تاريخ المغرب كأول امرأة مغربية مسلمة تقلدت زمام الحكم ومارست السلطة السياسية كحاكمة على مدينة تطوان من 931 ه-1525م إلى 949 ه-1542م. وتنخرط الجمعية، تستطرد سمية، "بشكل فعال في أعمال اجتماعية مباشرة تندرج في ديناميكية التنمية المحلية، منذ يوليوز 2001، واضعة إشعاع ثقافة المساواة والمساهمة في مناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة أحد أبرز انشغالاتها، من خلال المساهمة في التمكين السياسي والاقتصادي والسوسيو ثقافي للنساء بصفة عامة وضحايا العنف خصوصا قصد تقوية الحركة النسائية جهويا ووطنيا وعربيا". وتهدف جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص، حسب المتحدثة دائما "إلى تعزيز القدرات التنظيمية التواصلية للجمعيات النسائية والشبابية تعزيزا لمبدأ المساواة والمناصرة في قضايا الشأن العام والتمكين السياسي والسوسيو ثقافي عبر المرافعة وحملات تحسيسية وتوعوية، وقوافل لدعم الحقوق الإنسانية للنساء التوعية المدنية، التي تتبناها الجمعية كأنشطة بمركز دعم قدرات النساء التأهيل المهني التطبيقي". كما تسهر الجمعية ذاتها على تأطير المستفيدات في مجالات فن الطبخ وصناعة الحلويات العصرية والخدمات الفندقية والخياطة والفصالة، بالإضافة إلى التكوين في الإعلاميات المكتبية. من جانبه، اعتبر العربي ربوح، مدير المجمع، أن مركز دعم قدرات النساء قيمة مضافة للمرأة الشفشاونية عبر تزويدها بالمهارات والتكوينات الضامنة لاندماجها وسط المجتمع؛ وهي العملية التي تقف وراءها جمعية السيدة الحرة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني من خلال أجرأة حملات تحسيسية، بين الفينة والأخرى، في صفوف نساء يعانين الهشاشة الاجتماعية وصعوبات في ولوج سوق الشغل وتسجيلهن بالمهن التدريبية المتوفرة بالمركز قصد اكتساب المهارات وفقا لبرامج تدريب معدة سلفا. وأضاف ربوح أن المركز يقدم خدماته لما يقارب 348 مستفيدة في مجالات الطبخ المغربي والخياطة والحلويات وموظفات غرف الفنادق والإعلاميات؛ "وهي التخصصات التي تمكن ولوج سوق الشغل وتضمن اندماجا سلسا للمستفيدات داخل المجتمع". وشدد المتحدث ذاته على أن التكوين "يتوج بدبلوم يخوّل للمستفيدات من التكوين البحث عن وظيفة داخل النسيج الاقتصادي بشفشاون أو إنشاء تعاونيات وجمعيات متخصصة على غرار تعاونية الحلويات والمعجنات؛ فيما تفضّل أخريات العمل من داخل بيوتهن، وتطوير مدخولهن بالتعامل بشكل مباشر مع طلبات الزبناء"، يورد ربوح. "هناك صعوبات جمة تقضّ مضجع المتدربات والراغبات في الاستفادة من خدمات المركز"، يقول ربوح، مضيفا أن "عائق الاعتناء بالأطفال يشكل أحد أبرز المعيقات التي تحول دون إمكانية إكمال تكوين المستفيدات أو تغيُب أخريات عن حصص التدريب، خاصة في ظل افتقار المركز لوسيلة نقل تؤمن الربط بين مركز دعم قدرات النساء وبين مقرات سكنى المستفيدات وسط أحياء "الجوهرة الزرقاء"".