أشاد خبراء ومحللون أمنيون المشاركون خلال جلسة حول "النموذج المغربي في الدبلوماسية والدفاع والأمن"، نظمت في إطار الدورة 11 من المؤتمر الدولي لمنتدى الأمن بإفريقيا، بالمقاربة المغربية في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، والتي استطاعت أن تتصدى لتهديد متصاعد، مؤكدين أن الدول الإفريقية استفادت بشكل كبير من الخبرة التي راكمها المغرب، لاسيما في المجال الأمني. ويرى محللون أن الخبرة التي راكمها المغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب وتفكيك خلاياه في ظل التهديدات الإرهابية المتنامية في المنطقة، جعلت حلفاءه وشركاءه التقليديين من الدول الغربية يسعون إلى الاستفادة من هذه الخبرة بعد الإشادة بها. وفي هذا الإطار، أكد محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، أن الجهود التي تبذلها المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف تتم وفق الرؤية السديدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الضامن لحرية ممارسة الشعائر الدينية في المغرب . وأضاف بنحمو أن الإستراتيجية الشاملة والمتعددة الأبعاد التي اعتمدتها المملكة في مجال محاربة الإرهاب والتطرف العنيف ارتكزت على ثلاثة عناصر أساسية همت بالخصوص إعادة هيكلة الحقل الديني وتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة إلى دعم وتقوية المقاربة الأمنية. وأوضح أن هذه السياسة الوقائية أسفرت عن نتائج إيجابية مكنت من وضع حد للجماعات الإرهابية، وجعلت هذه التجربة محط اهتمام من لدن دول أوروبية وإفريقية، مبرزا الآثار الإيجابية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودورها في محاربة الفقر والإقصاء وقطع الطريق أمام المتطرفين والإرهابيين الذين يستغلون الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية للساكنة. من جانبه، أكد إيمانويل دوبوي رئيس معهد الاستشراف والأمن بأوروبا، أن هناك محاربة استباقية للإرهاب وهنا تكمن أهمية الفضاء الرقمي الذي أصبح هو الآخر مجال للعمليات الإرهابية. وأضاف أيمانويل دوبوي أن المغرب نجح في محاربة التطرف والإرهاب عبر تحقيق التنمية البشرية والإقلاع الاقتصادي، مبرزا أن المغرب يضطلع بدور حاسم داخل الهيئات الدولية المعنية بمحاربة الإرهاب والتطرف، من ضمنها آلية الحوار المتوسطي لحلف شمال الأطلسي. وأشار في هذا الصدد، إلى أن معدل النمو الاقتصادي يسير في منحى تصاعدي منذ سنة 2014، مقرونا بإحداث مناصب للشغل وتحسين شروط عيش الساكنة. وخلص إيمانويل دوبوي الذي يشغل رئيس المعهد المتخصص في قضايا الدفاع والجيوسياسة والجيواقتصاد والجيواستراتيجية، إلى أن المقاربة الأمنية للمغرب تتميز بالنجاعة خاصة منذ إحداث المعهد المركزي للأبحاث القضائية.