غادرت لجنة تفتيشية من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، يوم الجمعة الماضي مدينة مراكش، بعدما أنهت مهامها التفتيشية بالمديرية الجهوية للثقافة بالمدينة بالتدقيق في عدد من المشاريع الثقافية، والوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء تعتر العديد منها والتي كانت سببا مباشرا في حرمان مدينة مراكش من صفة عاصمة الثقافة الإفريقية 2020، علما أن لها قصب السبق والريادة في تنظيم ملتقيات دولية كبيرة. وحسب مصادر مطلعة، فإن أعضاء اللجنة التي تضم في عضويتها مهندسة تابعة للوزارة قامت بافتحاص عدد من الصفقات العمومية من ضمنها صفقات عمومية لترميم عدة مآثر تاريخية والتي صرفت عليها ملايين الدراهم دون أن يتم إنجازها، وافتحاص حسابات مداخيل بعض المعالم التاريخية على رأسها قصر الباهية الذي يستقطب أعدادا مهمة من السياح الأجانب والمغاربة، ويوفر لمديرية الثقافة مداخيل مالية مهمة. وأضافت المصادر نفسها، أن اللجنة المذكورة انتقلت إلى القطب الحضري الثقافي بحي "المحاميد"، الذي يدخل في إطار مشروع "مراكش الحاضرة المتجددة"،وتم إحداثه بمقتضى اتفاقية شراكة سابقة بين ولاية الجهة وبلدية مراكش و وزارة الثقافة والشباب والرياضة،وهي الاتفاقية التي تنص على أن تتولى هذه الأخيرة تجهيز وتسيير المعهد الموسيقي والخزانة والقاعة متعددة الاختصاصات ومسرح الهواء الطلق بالقطب الحضري الجديد. وكانت المحافَظة الجهوية للتراث الثقافي بمراكش، لجأت إلى إبرام صفقة تفاوضية، بتكلفة مالية وصلت إلى حوالي 360 مليون سنتيم، لترميم "دار سي سعيد" بتراب مقاطعة مراكشالمدينة، والتي تدخل في إطار المشروع الملكي لتأهيل المدينة العتيقة بمراكش، وتفويت الصفقة لشركة بدون الإعلان عنها داخل أجل أقصاه 21 يوما بعد التصريح بعدم جدوى الصفقة العمومية،وهو ما اعتبر خرقا للمادة 85 من قانون الصفقات العمومية، ولم تعلن المحافَظة الجهوية للتراث الثقافي،باعتبارها صاحبة المشروع،عن زيارة لموقع الأشغال برفقة المقاولات المزمع مشاركتها في المنافسة،وهي العملية التي يفترض أن تتم 10 أيام قبل انعقاد الصفقة، وتشير إليها المادة 23 من قانون الصفقات العمومية. كما وقفت اللجنة المذكورة على تعثر العديد من المشاريع الثقافية من ضمنها "رواق الفنون" بدار الثقافة بحي الدواديات، خصصت له اعتمادات مالية وصلت إلى مليار و400 مليون سنتيم، والذي كان مقررا أن تنتهي الأشغال بهذا المشروع الثقافي في شهر يوليوز الماضي قبل أن تحدد مهلة ثمانية أشهر إضافية لإتمام الأشغال تنتهي في شهر مارس المقبل، على إثر الزيارة التي قام بها حسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة. وسبق للعديد من الفنانين والمسرحيين، أن وجهوا عريضة احتجاجية للمسؤولين على الوضع الثقافي بالمدينة، واصفين وضعية قاعات وفضاءات العروض الفنية والثقافية ب"المزرية"، بسبب إغلاقها بدافع إصلاحها أو تجهيزها. وطالبوا بتوفير قاعات للعروض الفنية وتحسين وضعية القاعات القليلة المتاحة حاليا، والرفع من إمكانياتها إلى الحدود الدنيا لاستقبال عروض فنية، والاهتمام بالحالة الثقافية عامة بهذه المدينة العريقة،داعين إلى التعجيل بالنظر في حالة بناية المسرح الملكي وإعطاء تشخيص واضح للرأي العام بخصوص وضعيته من طرف المسؤولين على هذا الصرح الثقافي، والعمل على إصلاحه وإعطائه المكانة التي تليق بالمدينة وباللقب الذي يحمله. كما شددوا على ضرورة استكمال ورش إصلاح وتجهيز المركز الثقافي "الداوديات"، على مستوى القاعات والمرافق الصحية وغيرها، وإنشاء وتجهيز فضاءات الاستقبال المختلفة، وتوفير مساحات بفضاءات المدينة المفتوحة، وتسهيل تقديم عروض فنية للفنانين المحترفين والمواهب الشابة من أبناء المدينة.