تحتضن مدينة مراكش، خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و 19 يناير الجاري، فعاليات الملتقى الدولي الأول للفنون التشكيلية، بمشاركة أزيد من َ100 فنانا وفنانة، بمختلف اتجاهاتهم وانطباعاتهم البصرية، ينتمون إلى مختلف المدارس التشكيلية، من واقعية وتجريدية وانطباعية. وسيتخلل هذا الملتقى الدولي للفنون التشكيلية، المنظم بمبادرة من جمعية فنون النخيل للثقافة والتضامن تحت شعار"جمالية مراكش بالألوان"، تنظيم مائدة مستديرة حول الفنون التشكيلية بالمغرب، وتنظيم ورشة للفنانين التشكيليين وورشة في الخط العربي والاعمال اليدوية، وورشة للصباغة لفائدة الأطفال المستفيدين من خدمات المركز الوطني محمد السادس للأشخاص المعاقين بفضاء المسرح الملكي، ترمي إلى إتاحة الفرصة لهذه الفئة من المجتمع للتعرف عن قرب على عوالم الفن التشكيلي، حيث ستساهم حصيلة هذه الورشة الفنية في تحفيز هذه الفئة من المجتمع على الانخراط المتزايد في مجال الإبداع التشكيلي والتصوير الصباغي واستثمار مختلف الوسائط والخامات المحلية للتعبير جماليا عن موروثهم الثقافي وفنونهم المحلية . وسيسلط هذا الملتقى الدولي المنظم بشراكة مع المركز الوطني محمد السادس للمعاقين ومؤسسة "أوبن هاندس المغرب"، الضوء على بعض طلائع الحساسية الجديدة في التحديث والتجريب على صعيد الفن التشكيلي من خلال رصد توثيقي لتجارب إبداعية أخلصت للغة الجمال البصري وساهمت في بلورة معالمه الكبرى داخل المغرب وخارجه. ويشكل المعرض مناسبة لجمع شمل مجموعة من الفنانين التشكيليين من أبناء مدينة مراكش إلى جانب مشاركة نوعية ووازنة لفنانين تشكيليين من فرنسا وبلجيكا ومصر وليبيا والجزائر، من أجل الحوار والاحتكاك وتبادل التجارب الإبداعية والجمالية، وذلك ضمن معرض تشكيلي جماعي بفضاء المسرح الملكي يتيح هذه الإمكانية النادرة التي تروم التعريف بالمنجز الفني لهؤلاء الفنانين مما سيفتح لهم آفاقا ورهانات جمالية لتشييد نموذجهم الإبداعي في صورة مغايرة أكثر نضجا وإقناعا. وقال السعيد أيت بوزيد رئيس جمعية فنون النخيل للثقافة والتضامن، إن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة الفنية هو خلق جسر التواصل بين الفنانين التشكيليين من مختلف الاتجاهات والأعمار من أجل نشر الثقافة البصرية في أوساط الجمهور الواسع، وتبادل التجارب والخبرات في مجال الفن التشكيلي. وأضاف أيت بوزيد في تصريح ل"الصحراء المغربية" أن هذا الملتقى الفني يجمع ثلة من الفنانين التشكيليين من مختلف المدارس، تتنوع أعمالهم بين الواقعية والتجريدية والفن الفطري، سيقدمون أعمالا تتكامل فيما بينها، وتحقق التناسق والانسجام والتوافق، وتراهن على الاختلاف في الوقت ذاته، وتحمل في طياتها تيمات ثقافية وفتية متعارضة أحيانا ومتداخلة أحيانا أخرى، تم الاشتغال عليها بتقنيات متنوعة تجمع بين المادة واللون والشكل. وأشار الى أن هذه التظاهرة الفنية ستساهم في تنشيط الحقل الثقافي والفني وتعمل على الانفتاح في محاولة مساءلة كل الأجناس الإبداعية لربط جسور الحوار كمعبر لاكتشاف إمكانية التجانس والتفاعل بين هذه الأجناس، نظرا لما يفرضه الواقع الثقافي والفني بالمغرب حاليا.