احتضنت مراكش أيام 12و 13و 14 أبريل الجاري، الصالون الدولي للفنون الذي نظمته مؤسسة «حوار الفنون المعاصرة» تحت شعار « تجسيد الحوار الفني في عمق الثقافة»، وعرف مشاركة فنانين من تونسوفرنسا والجزائر والسعودية وإيطاليا وإسبانيا والسينغال والصين وهونكونغ والمغرب. وتميز هذا الحدث بالمعرض الذي تقاطعت فيه تجارب فنية مختلفة للفنانين المشاركين، والذي اقترح على الجمهور رؤى متنوعة تستمد منطقها الجمالي من مرجعيات مختلفة، وتنعكس من خلال تعبيرات فنية يشكل التعدد والتنوع جوهرها. لتُجسد تحققا جماليا لفلسفة الصالون الدولي، والمتمثلة في اعتبار الفن مجالا للحوار الثقافي، ولتخصيب التجربة الوجودية للإنسان بمنابع الخلق و الإبداع الذي يفضي إلى القيم المشتركة، و في مقدمتها الحرية و التسامح و التعايش و البحث عن الأجمل. وحسب المنظمين، يأتي هذا الحدث الثقافي، استنادا لأهمية الفن والثقافة باعتبارهما رصيدا مشتركا للمغرب و لكل دول العالم، و انسجاما مع التوجهات الفنية لحوار الفنون في ما يخص الرقي بمختلف تعبيراتها وضمان تنمية مستدامة في نطاق مختلف الاستراتيجيات الفنية وفق نظام شامل للحكامة الثقافية. ويهدف إلى استخلاص عناصر الحوار الفني والتبادل الثقافي ونشر قيم التسامح و التعايش. ويعتبر المنظمون أن هذا الإنجاز في بعده الثقافي والفني الوطني والعالمي يوحد القراء من مختلف الجنسيات ليروا بعين واحدة من مراكش، أن الفن التشكيلي والشعر والأدب والنقد يشكلون ركيزة أساسية للتنمية الثقافية و الجمالية المستدامة، ومدخل لتأسيس منطق القيم الإيجابي لمستقبل جمالي أساسه الحوار والتعيش والسلام، مثلما يشكل فسحة للانفتاح على الثقافات الإنسانية. وقال الأستاذ عبد العالي بنشقرون، رئيس مؤسسة حوار الفنون المعاصرة والدكتور محمد البندوري المدير الفني للملتقى، في تقديمهما لهذا الحدث:» إن شعار هذا الملتقى يجعلنا نقدم فرشاة مائزة تنثر بلاغة جديدة في مجال الفن المعاصر بالمغرب لتحقيق طموحات الرواق الدولي و دعم المجال السياحي بالمدينة الحمراء»، مضيفين « إن مشروعنا هذا يهدف إلى إدراج الفنون المغربية و الثقافة المغربية عموما، في الحدث العالمي و يرمي إلى جعل هذا المنتوج المغربي مزارا سياحيا دائما و محطة للإبداع الجمالي و الذوق المغربي الرفيع..» وشكلت اللقاءات التي نظمت في إطار هذا الحدث الفني المهم، لحظة رفيعة للتواصل بين الفنانين المشاركين من قارات مختلفة، و يمثلون مرجعيات ثقافية متنوعة، مستحضرين الأسئلة المحركة للفعل الإبداعي في عالمنا المعاصر الذي يعرف تحولا سريعا، و يطرح تحديات كبيرة، حيث مكنت النقاشات التي سادت في الورشات واللقاءات المنظمة، من إعادة موقعة الفن في الحياة، مع استجلاء ملامح الحاجة الملحة للقيم الفينة و الجمالية في عالم تحكمه التكنولوجيا. وتميزت فعاليات هذه التظاهرة، بتكريم عدد من الوجوه الثقافية في مقدمتهم الفنان والباحث عبد العالي بن شقرون، وبتنظيم ندوة دولية حول الفن التشكيلي والكاليغرافيا والنقد الفني، أطرها خبراء من فرنسا وإيطاليا والمغرب، إضافة إلى أمسية شعرية وورشات في الخط العربي والتشكيل.