صرح بوتين في اجتماع عقده أمس الثلاثاء في منتجع سوتشي جنوبروسيا لبحث خطط تطوير القوات المسلحة الروسية قائلا "الإشارات إلى الخطرين الإيراني والكوري الشمالي النوويين ليست إلا تغطية للخطط الحقيقية... أما الهدف الحقيقي فيكمن في تحييد القدرات الاستراتيجية النووية للدول النووية الأخرى باستثناء الولاياتالمتحدة وحلفائها، وبالدرجة الأولى تحييد القدرات النووية لروسيا". ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بوتين تأكيده أن موسكو ستتخذ الإجراءات الضرورية لتعزيز قدرات قواتها النووية الاستراتيجية، وذلك على خلفية مواصلة الولاياتالمتحدة وحلفائها بناء الدرع الصاروخية العالمية، دون أخذ قلق روسيا واقتراحاتها حول التعاون في مجال الدفاع الصاروخي، في الاعتبار. واعتبر الرئيس الروسي أن واشنطن تسعى للحصول على التفوق العسكري المطلق على الدول الأخرى والاستفادة مما يحمل هذا التفوق في طياته من العواقب. وشدد قائلا "قلنا أكثر من مرة إن روسيا ستتخذ الإجراءات الضرورية لتعزيز قدرات قواتها النووية الاستراتيجية"، معيدا إلى الأذهان أن العمل على تشييد الدرع الصاروخية الأميركية مستمر على الرغم من تسوية القضية النووية الإيرانية... "سنعمل على تطوير منظومتنا للدفاع الصاروخي، لكن في المرحلة الأولى، سنعمل، كما قلنا أكثر من مرة، على تطوير منظومات ضاربة قادرة على اختراق كل المنظومات للدفاع الصاروخي". وأعاد بوتين إلى الأذهان أن مؤسسات الصناعة الحربية في روسيا طورت خلال السنوات الماضية واختبرت بنجاح حزمة من الأسلحة الواعدة القادرة على تنفيذ أي مهمات متعلقة بمواجهة منظومات الدفاع الصاروخي متعددة الأنواع.. وبدأ تزويد القوات المسلحة الروسية بهذه الأسلحة". وتابع أن الاجتماع في سوتشي يركز بدرجة كبيرة على بحث سير تدريبات الجيش على استخدام هذه الأسلحة الجديدة، بالإضافة إلى تطوير منظومات أسلحة واعدة أخرى من شأنها أن تحدد صورة القوات المسلحة الروسية للعقود القادمة، وستمثل ردا على التحديات التي تواجهها روسيا. وفي تطرقه إلى كيفية أداء الصناعات الدفاعية ذكر الرئيس الروسي أهمية الصناعات الدفاعية كقطاع يعتمد الإنتاج فيه على التقنيات العالية، بالنسبة لتطوير الاقتصاد الروسي ككل، وضمان الاستقرار الاجتماعي في البلاد، نظرا لأن عدد المواطنين المشتغلين في هذا القطاع وأفراد عائلاتهم يعد بمئات الآلاف. وأشار بوتين إلى أن مؤسسات القطاع الدفاعي تؤدي مهماتها بنجاح، مما يضمن تجديد ترسانات روسيا من المنظومات الصاروخية الاستراتيجية والغواصات الذرية المتعددة الأهداف، وكذلك السفن الحربية، إضافة إلى تجديد الأسلحة التي تتسلح بها القوات الجوية والبرية وقوات الإنزال الجوي. وذكر الرئيس أن الإجراءات المتخذة أسهمت في رفع الجهوزية القتالية وإمكانات القوات المسلحة الروسية، ومما يدل على ذلك عملية مكافحة الإرهاب التي تخوضها بطلب من القيادة السورية. ونوه بوتين بالدور الذي قامت به الاختبارات المفاجئة والتدريبات المتعددة التي أجريت خلال الأزمنة الأخيرة، وفي مقدمها تدريبات "مركز 2015" التي شارك فيها 95 ألف عسكري، وجرى خلالها اختبار جودة الأسلحة والمعدات العسكرية الجديدة في رفع كفاءة واستعداد الجيش. وفي الختام، قال الرئيس الروسي إن نتائج التدريبات والمقترحات المقدمة بناء على نتائجها ستشكل أساسا لخطط بناء وتطوير أصناف وأنواع القوات المسلحة الروسية لفترة 2016-2010.