جاء تصريح بوجدانوف مع تكثيف موسكو جهودها من أجل حل الأزمة في سوريا. وقال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا للمرة الثانية في خمسة أيام مع العاهل السعودي الملك سلمان الذي تساند بلاده المعارضين لحكومة دمشق. وتتهم دول غربية روسيا باستخدام قواتها الجوية في قصف جماعات معارضة يساندها الغرب مثل الجيش السوري الحر منذ بدأت ضرباتها الجوية في 30 من سبتمبر أيلول معلنة عن حملة على الإرهاب. وقالت وكالة إنترفاكس إن بوجدانوف قال ردا على سؤال هل زار الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب موسكو الأسبوع الماضي "نعم كانوا هنا .. وكانوا هنا أيضا هذا الأسبوع." وأضاف قوله "إنهم هنا طوال الوقت وهم أناس مختلفون البعض يغادر والبعض يأتي لكنهم يقولون جميعا إنهم ممثلو الجيش السوري الحر." وغيرت روسيا موقفها من مقاتلي الجيش السوري الحر قائلة يوم السبت إن القوات الجوية الروسية التي تقصف أهدافا في سوريا منذ 30 من سبتمبر ستكون مستعدة لمساعدة مقاتلي المعارضة إذا عرفت أين توجد مواقعهم. وأذيعت تصريحات بوجدانوف بعد أيام من لقاء الأسد وبوتين في موسكو لمناقشة حملة عسكرية مشتركة على المتشددين في سوريا. وتقول روسيا إن الهدف الرئيسي لجهودها العسكرية أي مساندتها الجوية لقوات الحكومة السورية هو مكافحة الإرهاب. ويتهم الغرب موسكو بأنها لا تحرص إلا على إبقاء حليفها الأسد في الحكم وتأمين مصالحها ومن ذلك منشأة عسكرية في طرطوس. من جانبهم، قال ممثلون من أربعة فصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر لرويترز، أمس الثلاثاء، إنه لم يرسل وفودا إلى موسكو في نفي لتقارير تناقلتها وكالات إعلامية روسية. وقال أحمد السعود، المتحدث باسم الفرقة الثالثة عشرة التي تنشط في مناطق في غرب سوريا تقصفها طائرات روسية إن هذه التقارير عارية من الصحة. وقال أبو غياث الشامي المتحدث باسم ألوية سيف الشام وهي جماعة تابعة للجيش السوري الحر تنشط في جنوبسوريا إن ذلك لم يحدث مضيفا أنه يستحيل أن تقبل جماعته الذهاب إلى موسكو وإجراء حوار معها مؤكدا أنها لا تريد مساعدة منها. وتابع أن أفرادا من جماعته اتصلوا بأصدقائهم في المنطقة وعلموا أنه لم يذهب أحد. على صعيد آخر، قالت الأممالمتحدة، أمس الاثنين، إن 120 ألف شخص على الأقل نزحوا عن ديارهم منذ مطلع أكتوبر تشرين الأول بمحافظات حلب وحماة وإدلب السورية وذلك ارتفاعا من تقديرات سابقة بلغت 50 ألفا. وتقول روسيا إنها دمرت أكثر من 800 هدف "إرهابي" في سوريا منذ أن بدأت حملة الضربات الجوية في 30 شتنبر. وتقول موسكو إن الحملة تهدف لتدمير المتشددين الإسلاميين بينما تقول واشنطن إنها تستهدف أيضا المعارضة المسلحة المعتدلة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. وتسببت الحرب الأهلية السورية في تشرين أكثر من ستة ملايين سوري. وفي أول تقرير لها بشأن الآثار الإنسانية للهجوم قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أيضا إن بضعة مستشفيات أصيبت من الجو وان نساء وأطفالا قتلوا بقنابل عنقودية. وذكر التقرير أيضا أن هجوما لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قطع الطريق من حماة إلى حلب في 23 من أكتوبر وهو ما جعل 700 ألف شخص في مناطق تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب عرضة لمخاطر. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وأظهرت خارطة مرفقة بالتقرير كيف يفر النازحون شمالا من الهجوم صوب المعبر الحدودي التركي عند باب الهوى وإلى مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا.